للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِمَّا أخرجه له أشهر الحفاظ في كتبهم. وسأكتفي بعرض ثلاثة أو أربعة أحاديث، مِمَّا أخرجه له كل إمام من أئمة الحفاظ في مُصَنَّفِهِ متوخِّياً في هذا تناول عدة أبواب من تلك الكتب، ومع هذا فإنَّ هذه النماذج لا تعدو صورة مُصَغَّرة جداً لمرويات أبي هريرة.

١ - مِمَّا أخرجه الإمام مالك في " الموطأ ":

مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» (١).

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَتَمَسَّهُ النَّارُ، إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» (٢).

وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَنْظُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا» (٣).

حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ» (٤).

...


(١) " الموطأ ": ص ١٦ حديث ٢٩، جـ ١. وأخرجه البخاري ومسلم.
(٢) " الموطأ ": «باب الحسبة في المصيبة» ص ٢٣٥ حديث ٣٨، جـ ١. وأخرجه الشيخان.
ومعنى «تَحِلَّةَ الْقَسَمِ» أي ما ينحلُّ به القسم وهو اليمين. يقال: فعلته تحلَّة القسم، أي قدر ما حللت به يميني، والمراد به قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١]. قال الخطابي: «مَعْنَاهُ لاَ يدْخل النَّار لِيُعَاقَبَ بِهَا، وَلَكِنَّهُ يَدْخُلُهَا مُجْتَازًا وَلاَ يَكُونُ ذَلِكَ الْجَوَازُ إِلاَّ قَدْرَ مَا تنْحَل بِهِ الْيَمين، وَهُوَ الْجَوَاز على الصِّرَاطِ».
(٣) " الموطأ ": ص ٩١٤ حديث ١٠، جـ ٢. «باب ما جاء في إسبال الرجل ثوبه». وأخرجه البخاري.
(٤) " الموطأ ": «باب زكاة الركاز» ص ٢٤٩ حديث ٩، جـ ١. وأخرجه البخاري.
والركاز: هو كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وإنما فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه.

<<  <   >  >>