تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[درر الفوائد من الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله]

ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:37]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

احضرت لكم من الموقع الشيخ عبدالكريم حفظه الله

ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله

الشيخ/ عبد الكريم الخضير

وما تواضع أحدٌ لله إلاَّ رفعهُ الله، ما تواضع أحدٌ لله يرجُو بهذا التَّواضُع ثواب الله -جل وعلا-، ما تواضع من أجلِ ثناءِ النَّاس عليه، ولا تواضَع للأغنياء كي يَصِلُوهُ بشيءٍ من أموالِهِم؛ إنَّما يتواضع لله -جل وعلا-، إذا تواضَع لله -جل وعلا-، والمُتواضِع والتَّواضُع خُضُوع وقُرب حسِّي، وإنْ كان من حيث النَّاحية المَعنويَّة رِفعة عند الله -جل وعلا- وعند خلقِهِ، وهذا شيءٌ مُجرَّب، بعضُ النََّاس لا يُطيق رُؤية المُتكبِّر؛ بل وُجد من يعتدي عليهِ، مُتكبِّر في مِشيتِهِ، في كلامِهِ، في تعامُلِهِ مع النَّاس، هذا لا يُطاق، مثل هذا وإنْ رفع نفسهُ أذَلَّهُ الله -جل وعلا-، يقول الشَّاعر:

تواضع تكُن كالنَّجم لاحَ لناظرٍ ... على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ

ولا تكُ كالدُّخانِ يعلُو بنفسِهِ ... إلى طبقاتِ الجوِّ وهُو وضيعُ

لا شكَّ أنَّ المُتكبِّر مثل الدُّخان رافعٍ نفسُهُ؛ لكنْ لاشيء، رُؤيتُهُ تُزكم الأُنُوف مثل الدخان، وتقضي العيُون، وأمَّا بالنِّسبة للمُتواضع المُتحبِّب الأليف لاشكَّ أنَّ النَّاس يألفُونهُ ويُحبُّونهُ، وشواهِد الأحوال على ذلك كثيرة، والتَّواضُع لاشكَّ أنَّهُ قرينٌ للدِّينِ والعِلم، كُلَّما زادت عِبادةُ الشَّخص، وقُربِهِ من الله -جل وعلا- تواضَعَ لله، وخَضَعَ لهُ، وكُلَّما زاد عِلْمُ الإنسانِ بِرَبِّهِ، وبِأحكامِهِ، زادت معرفتهُ بِنفسِهِ، ثُمَّ دعاهُ ذلك إلى التَّواضع، والله المُستعان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:39]ـ

لا بُد أن تسد منافذ الشيطان في قلبك

الشيخ / عبد الكريم الخضير

جاء الحثُّ على الذِّكر و التِّلاوة في الكِتاب والسُّنَّة، قال الله -جل وعلا-: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [(35) سورة الأحزاب] وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((سبق المُفرِّدُون الذَّاكرُون الله كثيراً والذَّاكِرات)) وجاء التَّرغيب بتلاوة القُرآن، ففي كل حرفٍ من القُرآن عشر حسنات، عِبادات أُجُورها لا يُمكن أنْ يُحاطُ بها مِمَّن لا تنفد خزائِنهُ، ومع ذلك لا تُكلِّفُ شيئاً، والمحرُوم لا تنفعُهُ مثل هذه النُّصُوص من كَتَب الله عليه هذا الحرمان؛ لأنَّ الله -جل وعلا- قال: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق] {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ} [(17) سورة القمر] {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر} ٍ مو كل النَّاس، ولذلك تجِد بعضُ النَّاس يصعُبُ عليهِ أنْ يَفتح المُصحف، وتَجِدُهُ حافِظ ومع ذلك لا يقرأ، ولاشكَّ أنَّ هذا حِرمان، وبكلِّ حرف عشر حسنات، والختمة الواحدة بأكثر من ثلاثة ملايين حسنة، يعني الجُزء الواحد الذِّي يُقرأ بربع ساعة مائة ألف حسنة، وهذا أمرٌ في غاية اليُسر مِصداقاً لقول الله: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [(17) سورة القمر] يعني الإنسان إذا جَلَس بعد صلاة الصُّبح ينتظر الشَّمس إلى أنْ ترتفع بإمكانِهِ أنْ يقرأ القرآن في سبع وهو مرتاح، وهذا لا يعُوقُهُ عن شيءٍ من أعمالِهِ؛ لكنْ هذا الأمر يحتاج إلى شيءٍ من المُجاهدة، ثُمَّ بعد ذلك التَّلذُّذ كغيرِهِ من العِبادات، و إلا فالأصل أنَّ هذه العبادات تكاليف، ومِمَّا حُفَّت بِهِ الجنَّة، والجنَّةُ حُفَّت بالمكاره، يعني خلاف ما تشتهيهِ النُّفُوس، فإذا جاهد نفسهُ، وعَلِم اللهُ -جل وعلا- صِدْقَ الرَّغبة والنِّيَّة، أعانهُ حتَّى تلذَّذ بذلك، وأُثِر عن السَّلف أنَّهُم كابدُوا قيام اللَّيل، وما أشق قيام الليل على من لم يعتاد، تَجِدُهُ مُستعد يجلس في القيل والقال إلى قُرب الفجر، ثُمَّ بعد ذلك صِرَاع مع نفسِهِ، هل يُوتر بركعة أو يقول: الوِتر سُنَّة، ولِئَلاَّ يُشبَّه بالفرائض نترُكُهُ أحياناً، هذا شيءٌ مُجرَّب، وما كُرِه السَّهر والحديث بعد صلاة العِشَاء إلاَّ لهذا الأمر؛ لأنَّهُ يعُوق عن ذكر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير