تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معالم في خطبة الإستسقاء]

ـ[باخريصة]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 12:44]ـ

?

[معالم في خطبة الإستسقاء]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فإن من أجمل المواطن و أعظم الفرص للداعية إلى الله تعالى المواطن التي تنكسر فيها قلوب المدعوين وتلين أفئدتهم وتنشرح صدورهم للتقّبل والتأثر فإن للقلوب إقبالا ولها إدبارا فاغتنموها عند إقبالها ودعوها عند إدبارها.

ومن هذه المواطن التي تلين فيها القلوب وتتأثر فيها النفوس وتترقرق فيها العيون صلاة الإستسقاء وما يلحق بها من الخطبة والإنكسار والدعاء وفي هذه المقالة المتواضعة أريد تسليط الأضواء على خطبة الإستسقاء والمعالم التي ينبغي للخطيب والداعية إلى الله تعالى التركيز عليها حتى تؤتي الخطبة ثمارها وتحقق مطلوبها والله وحده المستعان.

المعلم الأول:_ اختيار الرجل الصالح المشهور بالعلم والخشية للخطبة والصلاة

وليس معنى هذا تعلق القلب بشخصه أو الإعتماد عليه فإن هذا والعياذ بالله من الشرك المجلب للسخط المانع للإجابة ولكنه من باب (من أحق بالإمامة) كما يقول الفقهاء والمحدثون.

روى ابن عساكر بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكاء (زاد في رواية: فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه) () وقد روت لنا الأحاديث والآثار قصة عاد عندما قحطت فبعثت وافدا منهم ليدعوا الله تعالى لهم ولكنهم لم يحسنوا الإختيار فاختاروا رجلا سيئا نزل ضيفا عند رجل يقال له (بكر بن معاوية) فمكث عنده شهرا كاملا يشرب الخمر وتغني له المغنيات فَلَمَّا مَضَى الشَّهْرُ خَرَجَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ وَلَا لِأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ اللَّهُمَّ اسْقِ عَادًا مَا كُنْتَ تَسْقِيهِ فَرُفِعَ لَهُ سَحَابَاتٌ فَقِيلَ لَهُ اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ فَاخْتَارَ السَّوْدَاءَ مِنْهُنَّ فَقِيلَ لَهُ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا لَا تَذَرُ مِنْ عَادٍ أَحَدًا ().

قال محمد بن عبد الله بن موسى السعدي: كنا في مجلس أحمد بن حرب لما قدم من بخارى، فاجتمع عليه العامة من أهل المدينة والقرى، فقالوا كلهم: يا أبا عبد الله، أدع لنا، فإن زرعنا وأرضنا لم ينبت منذ عامين، أو قال: عام. فرفع يديه ودعا، فما فرغ حتى طلعت سحابة، وكانت الشمس طالعة، فمطرنا مطراً لم نر مثله، فجئنا مشمرين أثوابنا من شدة المطر ().

وقال ابن منظور رحمه الله خرج معاوية يستسقي فجعل يقول: قم يا فلان، قم يا فلان. فقيل له: إن في قرية كذا رجلاً مجاب الدعوة. فأرسل إليه فأتى على حماره وهو مسمط إداوةً له لئلا تأتي عليه حالة إلا وهو فيها متوضئ. فقال له معاوية: أردنا أن تستسقي لنا. فاستعفاه فلم يعفه، فأتى إداوته فأحدث وضوءاً وصلى ركعتين، واستسقى وعزم على ربه فقال: ارفعوا أيديكم. فما فرق بينهم إلا المطر حيث يصلي حتى جرى الماء من تحته. فأتاه أهل قريته فاحتملوه. فقال: اللهم، إن معاوية أقامني مقام سمعة ورياء، فاقبضني إليك. فقبض قبل الجمعة ().

وذكر ابن النجار البغدادي في ترجمة عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري الشافعي وكان محموداً في ولايته مفضلاً على أهل العلم، مقبلاً على من يرد منهم من الغرباء. حج وأنفق بالحرمين مالاً صالحاً على المجاورين. وحكي أن الحجاج عطشوا فسألوه أن يستسقي لهم فتقدم وقال: اللهم إنك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة!، ثم استسقى فسقي الناس ().

قال عبد الملك بن عمير: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقي) ()

المعلم الثاني:_ تهيئة الأجواء للصلاة

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (وبلغنا عن بعض الأئمة أنه كان إذا أراد أن يستسقى أمر الناس فصاموا ثلاثة أيام متتابعة وتقربوا إلى الله عزوجل بما استطاعوا من خير ثم خرج في اليوم الرابع فاستسقى بهم وأنا أحب ذلك لهم وآمرهم أن يخرجوا في اليوم الرابع صياما من غير أن أوجب ذلك عليهم ولا على إمامهم ولا أرى بأسا أن يأمرهم بالخروج ويخرج قبل أن يتقدم إليهم في الصوم وأولى ما يتقربون إلى الله أداء ما يلزمهم من مظلمة في دم أو مال أو عوض ثم صلح المشاجر والمهاجر ثم يتطوعون بصدقة وصلاة وذكر وغيره من البر وأحب كلما أراد الإمام العودة إلى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير