[التضامن في زمن الأنانية والتخاذل والتغابن]
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
[التضامن في زمن الأنانية والتخاذل والتغابن]
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
سبب المقال
بينما تعيش غزة حصارا خانقا قلت فيه جل المواد الرئيسية على الناس , رأيت بعض التجار يضاعفون أثمان السلع , والبعض الآخر يحتكرون , ورأيت كثيرا من الناس يود لو جمع السوق كله في بيته غير مكترث بحاجات إخوانه , فهو يقول لنا بلسان حاله قبل مقاله:"أنا ومن بعدي الطوفان" , أضف إلى ذلك ما نعانيه من تكالب حكومات طواغيت العرب علينا ونصرهم لليهود وتعاونهم معهم على أهل الإسلام في غزة ... كان ذلك كله مسوغا إلى كتابة هذا المقال.
التضامن ما هو؟
التضامن تعاون في ما هو خير ... التضامن تكاتف وتناصر على الحق وللحق ... التضامن تواص بالحق وتواص بالصبر , قال الله تعالى:" وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) "
التضامن ... عندما يكون واجبا وعندما يكون محرما
التضامن الواجب هو ذلكم التضامن الذي يراد منه أن تكون كلمة الله هي العليا , وكلمة الذين كفروا هي السفلى ... هو ذلكم التضامن الذي نريد منه إخراج الناس من جور الأنظمة المتجبرة إلى عدل الإسلام ... هو التضامن الذي يراد منه نشر الخير والقضاء على الشر في هذا الكون الفسيح , قال الله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) " (المائدة) , لكن أن يحدث تضامن لأهداف تضاد هذه الأهداف وتخالفها , فهو التعاون على الإثم والعدوان المذكور في الآية سالفة الذكر , وهذا التضامن المحرم هو ذاته"البراء" كما إن التضامن الواجب هو "الولاء" , ومعلوم ما لعقيدة الولاء والبراء من أهمية , وانه لا يصح لأحد إيمان إلا بهذه العقيدة ولقد جعل الله من والى أعداءه ضالا عن السبيل فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" وحكم مولانا كذالك على من يوالي الكافرين بأنه منافق من أهل النار والعياذ بالله فقال " بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ... الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " (النساء: 138,139) , وجعل الله تعالى من يوالي اليهود والنصارى منهم وتجري عليه أحكامهم , فقال ذو الجبروت والملكوت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51) , وإذا سألت عن سبب البلاءات والمآسي والمصائب والكربات التي أصابت الأمة؟ قلت لك: هي بسبب ولائنا لليهود والنصارى والروافض ومن والاهم , قال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا " (النساء:144) , ولا بد أن نعلم: أنه لا يتصور من رجل يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يوالي الكافرين بتاتا
¥