[إحداهن ورب الكعبة]
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:30]ـ
ذكر أبو محمد القاسم بن ثابت السرقسطي المتوفى سنة 302 في كتاب الدلائل في غريب الحديث قصة علّق إسنادها، فقال رحمه الله:
"ومنه الحديث الذي يروى عن موسى بن عقبة يذكره عن المسور بن مخرمة قال: خرجنا مع عمر حجاجاً حتى إذا كنا بالعرج ليلاً إذا هاتف على الطريق يقول: قفوا، فوقفنا فقال: أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فقال عمر: إحداهن ورب الكعبة، أتعقل ما تقول؟ قال العقل ساقني هاهنا قال عمر: مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال أو مات؟ قال نعم، قال إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن ولي الأمر بعده؟ قال أبو بكر، قال: أ نُحيف بني تميم؟ قال نعم، قال: والله إن كان لها لأهلاً، أو فيكم هو؟ قال عمر: مات، قال: أو مات؟ قال: نعم، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن ولي هذا الأمر بعده؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: وأين كانوا عن أبيض بني أمية، يعني عثمان بن عفان، قال: قد كان ما أخبرتك، قال: ماكانت صداقة عمر إلى أبي بكر لتسلمه إلاّ لخير فأين هو؟ قال: ها هو ذا يكلمك، قال: فالغوثَ يا أمير المؤمنين الغوث، قال قد بلغك الريّ، فمن أنت؟ الحسن بن عُقيل أحد بني ثعيلة بن مليل، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلّم على ردهة بني جعال، فدعاني إلى الإسلام، فأسلمت، وسقاني فضلة سويق شرب أولها، فما زلت أجد ريّها إذا عطشت وشبععها إذا جعت، ثم يمّمت رأس الأبيض، فلم أزل فيه أنا وأهلي منذ عشرة أعوام، ما رأيت فيه ذاكراً غيري، أصلي في كل يوم وليلة صلوات خمساًو يدور شهر رمضان فأصومه، وإن كان اليوم حاراً، وأذبح لعشر ذي الحجة نسكاً فآكل وأطعم أهلي، كذالك علمني رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأصابتنا حطمة فوالله ما أبقت لنا إلا شاة كنا نمتذق درها فعدا عليها الذئب بارحة الأولى فغبّبها واتبعته، فأدركت ذكاتها، فأكلت بعضاً و حملت بعضا. قال: أتاك الغوث، الحقني على الماء، فأوصى بالرجل وقال إذا أتاك فمُنه وعياله بما يسعهم. ومضينا، فلما انصرفنا مر عمر بصاحب الماء، فقال أين الرجل؟ فقال: ذاك قبره، فمشى عمر إلى قبره فاستغفر له وترحم عليه، ثم أقبل على أصحابه فقال: كره الله له فتنتكم، وما أنتم فيه فقبضه إليه."
قال المصنف رحمه الله تعالى: قوله "إحداهن ورب الكعبة" يعني إحدى العجائب، وفي مثل من الأمثال:" لايقوم لهذا الأمر إلا ابن إحداها، يقول إلا كريم الأباء و الأمهات من الرجال والإبل.
قال السيد المحقق د. محمد بن عبد الله القناص: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق أحمد بن مالك بن ميمزن نا عبد الملك بن قريب الأصمعي نا هريم بن الصقر عن بلال بن الشقر عن المسور بن مخرمة فذكره بطوله ...
بغض النظر عن سند هذا الأثر فإني لاحظت في متنه نكارتين بارزتين فمن منكم يذكرهما و يزيد عليهما إن استطاع؟
والله يوفق الجميع
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 01:11]ـ
أخبرنا حفظك الله، فلم نعاين النكارة
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 08:01]ـ
لستُ من أهل الفن، لكني لاحظتُ:
قال: أنُحيف بني تميم؟
ولعله من غلط الطباعة، فالصواب: تَيْم.
الحسن بن عُقيل
لَمْ يَكُنْ هذا الاسم في العرب، قبل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أحد بني ثعيلة بن مليل .... بني جعال .... رأس الأبيض
لا أدري أوُجِدَتْ هذه الأسماء أم ...
وأذبح لعشر ذي الحجة نسكاً فآكل وأطعم أهلي
كأنه جعلها من المفترض.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[20 - Jan-2009, مساء 08:59]ـ
بارك الله فيكما و شكراً لمروركما
وأعتذر عن تأخري.
قولك حفظك الله:
"ولعله من غلط الطباعة، فالصواب: تَيْم."
نعم، وهو سبق قلم مني.
وقولك:
"لَمْ يَكُنْ هذا الاسم في العرب، قبل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
نعم، بوركت .. وهذا أحد الأمرين الذين استغربتهما في الأثر.
وقولك:
"لا أدري أوُجِدَتْ هذه الأسماء أم لا"
فإن مثل هذا -والله أعلم- لا يُنكر به الأثر.
أما قولك:
"كأنه جعلها من المفترض "
فإنه وجيه جداً، وأصارحك بأنه لم يخطر ببالي.
بقي أمر ثان في الخبر يصلح أن يوصف بالمنكر، فما هو؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:13]ـ
أحسبني وجدته، لعلك تعني ذهاب عُمَرَ رضي الله عنه للقبر واستغفارهُ عنده.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك يا أخي ..
ذهاب عمر إلى القبر لم يخطر ببالي أيضاً، وما أظنه مما يُستشكل ولاسيما إذاظُنّ أنه رضي الله استقبل القبلة ودعى لذلك الميت.
لكن مخاطبة الرجل لعمر وقوله "يا أمير المؤمنين" مما يستنكر لأن الرجل يزعم أنه لم يكن على علم بوفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم و لا باستخلاف أبي أبكر رضي الله عنه بعده، فكيف علم أن الخليفة الذي جاء إثره يخاطب ب"أمير المؤمنين"؟
هذا ما ظهر لي والله أعلم
والله أسأل أن يلهمك رشدك ويقيك الفتن ما ظهر منها و ما بطن.