تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إفادة الخِلِّ بأخبار الخَلِّ

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 12:00]ـ

إفادة الخِلِّ بأخبار الخَلِّ

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد

فينتج الخل عن طريق تحول السكر النباتي الموجود في بعض الفواكه كالتفاح وغيره إلى الكحول عن طريق إنزيمات مخمرة وينتج عن هذا كله:

(حامض الخل) ( Acide acetique ) الذي يمثل نسبة ستة في المائة من محلول الخل. ويسمى خل الخمر وهو النوع الفرنسي وهو المستعمل في بلادنا كثيرا لأنه أسرع تحضيرا, ولذلك تجد مكتوبا على كثير من المنتوجات التي تركب منه أو على آنية الخل مكتوبا (خل الكحول ـ vinaigre d alcool) أي الخل المتحول من الكحول عن طريق التخمر بواسطة البكتيريا الهوائية. وهناك أنواع أخرى تختلف طريقة تحضيره كالخل الإيطالي الذي ينتج عن طريق طبخ عصير العنب على نار ضعيفة وتكون مدة تخميره طويلة.

يمر عصير الفاكهة المحتوي على كل مكوناتها من قشور وغيرها ليصير خلا من نوعين من التخمير:

التخمير الأول يتحول فيه السكر إلى كحول وإلى غاز ثاني أكسيد الكربون. (ومن هنا أتى اسم الخل التجاري الذي يستعمل في المائدة: خل الكحول) ثم يتخمر عن طريق بكتيريا هوائية. التي تحول الكحول إلى حامض الخليك. وينفك ثاني أوكسيد الكربون عن المحلول.

ويكون لون الخل هنا أحمر. فإن خمر العصير الخالص كان لون الخل أصفر مائلا إلى البياض.

وهنا يفترق الخمر عن الخل. فالخمر نتاج للتخمر الأول فقط. بحيث يحصل المخمر على محلول كحولي مذاب فيه ثاني أوكسيد الكربون. وهو سبب الرغوة التي تعلو الخمر عند صبه في كأس.

وطريقة صناعة الخمور بتعريض العصير للتخمير الأول فقط مبينة في هذه الصورة:

والفرق بين الخمر والنبيذ هو أن النبيذ نقيع ليس فيه تخمر.

وأما اتخاذ الخمر خلا, فيكون بتعريض الخمر إلى الهواء, فتحول البكتيريا السابقة الذكر الكحول إلى حامض الخليك. وهذا منهي عنه. وإنما يباح الأول. لحديث أنس: (أتخذ الخمر خلا؟ قال: لا)

فإن تحول الخمر لذاته دون قصد من الإنسان جاز استعماله. لأنه لا يبقى للكحول أثر كما ذكرنا. لتحوله إلى حامض الخليك. ومن الأمور الرافعة لحكم التحريم الاستحالة كما هو معروف في الفقه.

ـ أما الأحاديث الواردة في الخل. فقد روى مسلم (2051) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم الأدم أو الإدام الخل)

وروى أيضا عن جابر بن عبد الله يقول:أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال: ما من آدم فقالوا لا إلا شيء من خل قال فإن الخل نعم الأدم. قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم. وقال طلحة: ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر)

وروى الحاكم في المستدرك (4/ 59) عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هل عندك طعام آكله وكان جائعا فقلت إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحيي أن أقربها إليك فقال: هلميها فكسرتها ونثرت عليها الملح فقال هل من أدام فقالت يا رسول الله ما عندي إلا شيء من خل قال هلميه فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال نعم الإدام الخل يا أم هانئ لا يقفر بيت فيه خل)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير