تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف ترد على المرجئة الغالية بكلمتين]

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 04:16]ـ

المقدمّة عند الباقلّاني مثلا .. وغيره حين يقررون مسألة حقيقة الإيمان

أنهم يقولون: لغة هو التصديق (لاشك لهم مقدمات أخرى تتعلق بالمنطق)

--

الجواب:-

الإيمان .. ضده الكفر ..

وليس التكذيب ,

كما هو في القرآن والسنة ..

وعُرف عامة العلماء والاستعمال

اللغوي أيضا عند الإطلاق ..

والكفر: ليس هو تكذيبا فقط ..

بل ثم كفر إعراض"والذين كفروا عما أنذروا معرضون"

وكفر شك"قالت رسلهم أفي الله شك"

وكفر نفاق"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر

ومن هم بمؤمنين"

وكفر إباء وتولٍ "فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولى"

فكذلك الإيمان .. ليس هو التصديق وحده

بل هو إذعان قولي .. وخضوع عملي

---

ولو سلّمنا -جدلا-

أن الإيمان هو محض التصديق لغة-وليس كذلك-

فالتصديق الشرعي .. كالحج الشرعي مثلا

انتقل عن معناه بالأدلة المتواترة المتوافرة

ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 06:35]ـ

أحسن الله اليك .. بحثك صائب مسدد في حقيقة الإيمان، ولكنه في المعنى الاصطلاحي الشرعي وليس اللغوي ..

والمعنى اللغوي والاصطلاحي للفظة بعينها لا يلزم أن ينطبقا كما تعلم.

والعرب قبل الإسلام كان الإيمان عندهم لا يراد به أكثر من التصديق، فلما جاء الإسلام وصار الإيمان حقيقة شرعية، صار مفهومه ومعناه أوسع وأكثر تفصيلا من مجرد التصديق. انما هو التصديق وما يلزم منه من لوازم من العمل والانقياد والتسليم والخضوع والطاعة وغير ذلك .. فظني أن اطلاق هذا الحد مع تقييده بأنه الحد اللغوي للفظة لا يدل على إرجاء قائله، الا ان اقتصر عليه وجعله هو هو الحد الاصطلاحي الشرعي كذلك، وهنا يكون الخطأ والانحراف ولا شك ..

ولهذا نطائر كثيرة ..

يعني لو قال قائل: الايمان لغة: التصديق وضده التكذيب ..

وشرعا: هو تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان، وضده الكفر ..

هذا لا تثريب عليه ..

أما لو قال: الايمان لغة وشرعا: التصديق .. فهنا الإرجاء ..

والله أعلم.

ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 07:36]ـ

أخي الكريم .. الفاضل .. أبا الفداء .. سدده الله ونفع به

لم يغب عن أخيك ما قررته

لكني أنازع في كون الإيمان هو التصديق سواء بسواء

وعلى ذلك أدلة .. منها أن العرب ليس من شأنها عادة أن تقول

للأمور الظاهرة الحسية آمنت ..

بل تقول:صدقت

فلو قال امرؤ: إن الشمس تشرق من الشرق

فلا يقال تصديقا لقولك: آمنتَ .. ولكن يقال: صدقتَ ..

بخلاف مالو قلت: الله يرانا والملائكة تكتب أعمالنا .. فيقال: آمنتُ .. وآمنتَ

وكذلك كون التصديق يعدى بنفسه ..

والإيمان لايعدى إلا بحرف ..

وهذا يتأكد حين تستحضر أن الترادف

اللغوي من كل وجه لا يكاد يوجد أصلا

والخلاصة أني على رأي ابن تيمية والسهيلي

في هذا

كما أن قولك: المعنى الاصطلاحي الشرعي فيه نظر

لأن الاصطلاح لا يتأتى أن ينسب للشارع ..

بل هو للعلماء .. فالأسد أن يقال: المعنى الشرعي فحسب

إلا أن يكون اللفظ اصطلاحيا .. كمصطلح الفقه مثلا

-ختاما .. من قال بأن الإيمان هو التصديق ..

لم أدع أنه يتهم بالإرجاء .. ولا جاء في كلامي

ما يفيده .. ولكني بينت حفظك الله .. المقدمة

التي بنى عليها الباقلاني ومن وافقه كلامهم

وهذا ليس بحثاً .. إنما هي خاطرة علمية

والله أعلم

ـ[أبو الفداء]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:23]ـ

أخي الكريم .. الفاضل .. أبا الفداء .. سدده الله ونفع به

لم يغب عن أخيك ما قررته

لكني أنازع في كون الإيمان هو التصديق سواء بسواء

بارك الله فيك .. الترادف التام بين الألفاظ لا أقول به ولا يتصور أصلا في لغة كلغة العرب .. وعندما يقوم أصحاب المعاجم بشرح معاني الألفاظ فانهم يأتون بأقرب ما يمكن وصفها به، لا بما يرادفها مرادفة تامة من جميع الوجوه!

وعلى ذلك أدلة .. منها أن العرب ليس من شأنها عادة أن تقول

للأمور الظاهرة الحسية آمنت ..

بل تقول:صدقت

فلو قال امرؤ: إن الشمس تشرق من الشرق

فلا يقال تصديقا لقولك: آمنتَ .. ولكن يقال: صدقتَ ..

بخلاف مالو قلت: الله يرانا والملائكة تكتب أعمالنا .. فيقال: آمنتُ .. وآمنتَ

وكذلك كون التصديق يعدى بنفسه ..

أحسن الله اليك، هذا الذي تذكره لا يعارض كون التصديق هو معنى الايمان لغة عند العرب، ولكنه يبين الفرق الدقيق بين استعمال لفظة ايمان عندهم ولفظة تصديق، وهو حصر الأولى في قضايا الغيب، وهذا صحيح ان شاء الله .. ولعل التعريف اللغوي يكون أدق لو قيل: التصديق بأمر غيبي.

أما أن يقال أنه الخضوع والإذعان والإنقياد لأمر الله وكذا من المعاني اللغوية للإيمان بما يجعل (الكفر) باطلاقه دون تقييد هو نقيضها اللغوي، فهذه معان جاء بها الشرع ولم توافق مفهوم الإيمان حتى جاء بها الشارع .. فلا تدخل في المعنى اللغوي ..

ولو قيل النقيض اللغوي هو (الكفر بالغيب) على اعتبار أن المعنى اللغوي هو (التصديق بالغيب) لكان أسد وأوفق، بارك الله فيك.

والإيمان لايعدى إلا بحرف ..

وهذا يتأكد حين تستحضر أن الترادف

اللغوي من كل وجه لا يكاد يوجد أصلا

نعم صدقت .. وهذا لم يغب عني كما أسلفت (ابتسامة)

كما أن قولك: المعنى الاصطلاحي الشرعي فيه نظر

لأن الاصطلاح لا يتأتى أن ينسب للشارع ..

بل هو للعلماء .. فالأسد أن يقال: المعنى الشرعي فحسب

إلا أن يكون اللفظ اصطلاحيا .. كمصطلح الفقه مثلا

تدقيق طيب من مدقق فاضل، بارك الله فيك.

وفي حالتنا هو شرعي لأنه جاء به الشارع ووضحه، وهو اصطلاحي لأن أهل العلم يصطلحون عليه بوفق ما جاء به الشارع، فلا اختلاف ان شاء الله.

-ختاما .. من قال بأن الإيمان هو التصديق ..

لم أدع أنه يتهم بالإرجاء .. ولا جاء في كلامي

ما يفيده .. ولكني بينت حفظك الله .. المقدمة

التي بنى عليها الباقلاني ومن وافقه كلامهم

وهذا ليس بحثاً .. إنما هي خاطرة علمية

أكرمك الله .. ولعل كلمة بحث كان ظاهرها مني وضع الشيء في أكبر من حجمه (حجما لا قيمة)، لما تعارف عليه الناس في زماننا من كون البحث في العادة جزء كبير من عدة مباحث وكذا .. فلعل مقام التدقيق يقتضي أن أقول "مبحث"؟ (ابتسامة)

لا بأس أيها الكريم .. خاطرة علمية مسددة قليلة الكلمات كثيرة الفائدة ان شاء الله .. سددك الله.

والله أعلم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير