العلم نقطة ... والسير عنقاً فسيحاً إلى غرائب العلم!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 01:22]ـ
يا ناق سيري عنقاً فسيحاً = = إلى سليمان فنستريحا
(من شواهد اللغة المشهورة)
يقول الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين - رحمه الله - "العلم بحور زاخرة"، وكثير من طلبة العلم - ولا أعفي نفسي - يمضي وقتاً طويلاً من عمره في طلب العلم، ولكن عن أي علم نتكلم، وأي علم نقصد؟ يحضرني كلام الخليفة الراشد علي رضي الله عنه ((العلم نقطة كثرها الجاهلون))، والدرس المستفاد من هذه المقولة البليغة أن العلم في ماهيته وكينونته شيء واحد فهو دائرة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً، والتنوع بداخلها، وهذا هو العلم الرصين، فهي نقطة واحدة تتسع عرضاً وعمقاً فتصير دائرة، وهذه هي طبيعة العلم الواحد الذي يرتبط بعضه ببعض، وقوله "كثرها الجاهلون" يوميء إلى كثرة الدوائر أو قل كثرة النقاط التي قد لاتتسع أية واحدة منها، لأن الغرض الاستكثار والتكاثر، فتكون الرحلة العلمية للإنسان عبارة عن نقاط كثيرة مبعثرة، لم يتسع منها إلا القليل إن اتسع شيء أصلاً لأن الهم منصب على تكثير النقاط. ايه، نعم .. العلم نقطة، ما أبلغها من عبارة، اجعل نقطة انطلاقك نقطة، ثم وسعها، وعمّقها، بمزيد من العلم، ولكن أي علم مرة أخرى؟ الجواب: العلم النافع، المحتاج إليه، الذي يعاب على العالم الجهل به والغفلة عنه، الذي لا يسع العالم المجتهد إلا أن يعلمه، هذا هو العلم الذي تناقله الأئمة خلفاً عن سلف، ولكن ما آفة بعض طلبة العلم؟ آفته الانحراف عن الجادة في كل مرة، طلباً لملح العلم النادرة، وغريب الفوائد - مع أنها فوائد -، ووحشي المعرفة! إن صح التعبير، هذا الدافع مهلك وممتع في آن معاً، وهذا مصدر خطورته، لأنه يستهلك محطات من مرحلة الطلب كان من الأنفع جعلها للمهم من العلم، وهو كثير أيضاً ولكنه محدود في الجملة يسع كل جاد مخلص في الطلب أن يحيط به إن شاء الله ... لماذا؟ لأن العلم "نقطة".
قال ابن القيم - رحمه الله - في الصواعق المرسلة (2/ 448 - 449):
((السبب الخامس: الإغراب على النفوس بما لم تكن عارفة به من المعاني الغريب، التي إذا ظفر الذهن بإدراكها ناله من جنس لذة الظفر بالصيد الوحشي الذي لم يكن يطمع فيه، وهذا شأن النفوس فإنها موكلة بكل غريب تستحسنه وتؤثره وتنافس فيه حتى إذا كثر ورخص وناله المثرى والمقل زهدت فيه مع كونه أنفع لها وخيراً لها، ولكن لرخصه وكثرة الشركاء فيه وتطلّب ما تتميز به عن غيرها للذة والاختصاص ... ))
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 02:37]ـ
والعجيب أن هذه المُلح تجد عليها من الردود والتفاعل ما لاتجده مع متين العلم
شكر الله لك يا شيخ عبدالله
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم. فعلاً، ما ذكرت صحيح ومصداق كلام ابن القيم، ولهذا باب مشهور في كتب أصول علم الحديث، وهو تتبع الغرائب، ولبعض الأئمة المقولة المعروفة: "من حسنها فررت! "، وقال بعضهم: "من تتبع الغرائب أشك أن يكذب"، أو نحو ذلك، كل هذا وأمثاله آفته الانصراف عن العلم الأصلي المحقق، إلى الثانوي المرقق.
تصويب:
.
قال ابن القيم - رحمه الله - في الصواعق المرسلة (2/ 448 - 449):
((السبب الخامس: الإغراب على النفوس بما لم تكن عارفة به من المعاني الغريبة ... ))
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيكم
هذه بلية كثير من الطلبة الذين تنكبوا المنهجية العلمية الصحيحة التي خرجت العلماء المؤصلين الربانيين
ففي علم الفقه ترى كثيرا منهم معرفته بمسائل الخلاف أكثر من مسائل الوفاق
ومعرفة بغريب الخلاف أكثر من مشهوره
ومعرفته بفروع الباب أكثر من أصوله
ومعرفته بشاذ هذه الفروع أكثر من مشهورها
مثاله:
ترى الواحد منهم لم يتقن كتاب البيوع وأصوله وضوابط أبوابه ويصول ويجول في مسألة بيع التقسيط أو التورق أو كثير من مسائل البيوع المعاصرة
وهكذا القول في مسألة الهوي للسجود في كتاب الصلاة
وفي علم الحديث تراه مهتما بغريب الحديث في الأجزاء المتأخرة وبعض كتب المعاصرين التي اعتنت بالحكم عليها
ولو سألته عن حديث في الصحيحين لم يعرفه
ولو سألته عن حديث في الترغيب والترهيب وصحيحه وضعيفه لأجابك ولو سألته عن حديث في كتب الأصول كالكتب الستة مثلا لم يعرفه
والعلماء يمثلون هنا باعتناء المبتديء بجمع طرق حديث غسل الجمعة ونحوه ممن اتفق على صحته وكثرت طرقه على حساب باقي الأحاديث من جنس أحاديث الصحيحين التي هي أصول الأحاديث والإسلام
وعلى ذلك قس الأمر في باقي الفنون
والداعي إلى ذلك حب الشهرة والتصدر واستعجال الثمرة وهذا حديث ذو شجون متفرع جدا مهم طرحه بين أيدي النشأ من الطلبة في هذا العصر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Jan-2009, مساء 07:41]ـ
أخي الحبيب/ الشيخ الفاضل عبد الله الشهري/ سلام الله عليك، وبعد:
كان لي"توجيه" للقول المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذا المجلس المبارك - إن شاء الله - في مشاركة، ولكن يبدو أن هذه المشاركة قد حُجِبَت بسبب حذف الموضوع ..
¥