تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إظهار الغرابة بذكر الجن من الصحابة]

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 05:51]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إظهار الغرابة

بذكر الجن من الصحابة

كتبه لنفسه

طارق بن عبد الرحمن الحمودي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:

فقد ألف في ذكر أسماء الصحابة وشيء من أخبارهم وفضائلهم ثلة من فضلاء أهل العلم, والذي يثير اهتمامك في بعضها أنهم ذكروا صحابة من الجن. وقد ذكر شيخ شيخنا عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات (1/ 338) أن هناك تأليفا في إثبات صحبة شمهروش الجني لأبي عبد الله محمد ابن عبد السلام بن محمد بن العربي بن يوسف بن عبد السلام الفاسي لقبا ودارا, المتوفي بفاس سنة (1214) وقال أيضا (2/ 848): (وهو عندي بخطه في أربع ورقات).وكان شيخنا بوخبزة قد أخبرنا أن أحمد بن الصديق ألف كتابا سماه (مسند الجن).لكنه لم يظهر ولربما لم يكن له وجود اصلا كعادة كثير من الكتب التي يوجد اسمها ولا يوجد ورقها.

فحاولت أن أهذب ما ذكره المتقدمون عن هؤلاء الصحابة في مصنف لطيف, يجمع أسماءهم, وما روي من أخبارهم.سميته (إظهار الغرابة, بذكر الجن من الصحابة).

* قال شيخ شيخنا عبد الحفيظ الفاسي في (الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المسلسلات (1/ 31): (وقد أنكر ذلك جماعة من أهل الحديث, وإنما أوردنا ذلك تبعا للمتأخرين من أرباب الفهارس وجمعا للنظائر, قال أبو سالم العياشي في مسالك الهداية: جرت عادتهم برواية, ما كان مثل هذا مع إنكاره كأحاديث المعمر والخضر, قال: وحيث ابن عقيلة في مسلسلاته قائلا: إن هذا الأمر لما لم يكن متعلقا بشيء من الأحكام بل هو أمر متبرك به قبلته الأئمة الأعلام ولو كان الأحكام والاستنباطات لما قبل هذا السند , وفيه ما فيه هـ

وقال الشيخ مرتضى في التعليقة الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة: وما رأيت لأحد من الحفاظ المتقدمين كلاما في القاضي شمهروش, وفي ابنه علي وفي لقيه به صلى الله عليه وسلم, ولكن الجن كانت تجتمع به صلى الله عليه وسلم وتأخذ عنه, وهذا كله وإن لم يفد شيئا على طريقة المحدثين وعلماء الظاهر لكن يفيد عند أرباب الباطن الذين ألهموا صدق ذلك الجني فيما أخبر به, ويفيد هؤلاء الملهمين التبرك والانتظام في سلك هذا السند هـ.

قلت: اجتماع الجن بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم وسماعهم منه منصوص عليه في القرآن الكريم, ومذكور في الصحيحين وغيرهما, ولما ذكر أهل الحديث تعريف الصحابي بمن لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنل به ومات على ذلك, قالوا: يدخل فيه كل مكلف من الجن والإنس, ويتعين ذكر من حفظ ذكره في الصحابة من الجن الذين آمنوا بالشرط المذكور لكن قد توقف في الرواية عن الجن بعض الحفاظ لأن شرط الراوي العدالة والضبط, وكذا مدعي الصحبة شرطه العدالة والجن لا نعلم عدالتهم مع أنه ورد الإنذار يخروج شياطين يحدثون الناس, وإثبات صحبة شخص وعدالته من الأمور الشرعية وليس الإلهام من الطرق عند أهل العلم التي يستدل بها في الشرعيات لأن الإلهام ربما لا يكون صحيحا وهو مثل الكشف في ذلك فقد صرح العلماء أن الكشف يخطئ ويصيب ويلزم من إثبات صحبة الجني بالإلهام تصديقه فيما يخبر به عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وربما يكون كاذبا في دعواه فنكون قد أثبتنا صحبة شخص للنبي صلى الله عليه وىله وسلم من غير اعتماد شيء يفيد إلا على الإلهام الذي ليس بحجة في الشرعيات فندخل في الوعيد الوارد في قوله صلى الله عليه وىله وسلم من كب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

فالصحابي اسم يطلق على كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. قال الحافظ في مقدمة الإصابة: (يدخل في قولنا (مؤمنا به) كل مكلف من الجن والإنس, فحينئذ يتعين ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور, وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة , فليس بمنكر. لما ذكرناه, وقد قال ابن حزم في كتاب الأقضية من المحلى: (من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة, فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم , فهم صحابة فضلا, فمن أين للمدعي إجماع أولئك؟)

وهذا الذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه, وإنما أردت نقل كلامه في كونهم صحابة)

قلت: لابن حزم كلام آخر في المحلى (9/ 285 ـ 286/ دار النفائس) أنسب من هذا وهو قوله:: (ما يختلف مسلمان في أن من الجن قوما صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، ومن أنكر هذا فهو كافر، لتكذيبه القرآن، فلأولئك الجن من الحق ووجوب التعظيم منا، ومن منزلة العلم والدين ما لسائر الصحابة)

يتبع إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير