تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب للشيخ فارس العزاوي]

ـ[باخريصة]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 11:24]ـ

تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:الحديث عن العلماء والدعاة إلى الله أصبح في واقعنا المعاصر أمراً ضرورياً، خاصة مع انتشار المفاهيم الخاطئة عند كثير من الناس حتى عند المتصدين للدعوة إلى الله.

والمقصود بالعلماء ??العلماء العالمون بشرع الله تعالى، المتفقهون في الدين، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة وهم في ذلك مقتدون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سائرون على منهج أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومن اقتدى بهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة التي وهبهم الله إياها، قال تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً). البقرة: 269.

والعلماء لا يمكن أن تخلو الأرض منهم، فان الله تكفل بحفظ هذا الدين، ومن مقتضيات هذا الحفظ أن تبقى طائفة من الأمة ظاهرة منصورة تدعو إلى الحق وتدافع عنه وترد الباطل.

ولا شك أن من هؤلاء العلماء الذين كان لهم الأثر الكبير في تجديد هذا الدين وقطع وإزالة ما شابه من الغبش العقدي والفكري والسلوكي: الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فقد قام رحمه الله والناس قد انتشر فيهم الشرك وعمت فيهم البدع والمحدثات، وظنوا أنهم على الحق والهدى وهم في حقيقة أمرهم على الضلال والهوى.

ولهذا سنقف مع هذا الإمام الرباني وقفات نتعرف من خلالها على حياته وعلمه وعقيدته وجهاده وشبهات خصومه، لنكون على بينة من الأمر ولا يخدعنا ما يبثه أعداء الإسلام ودعاة الضلال والانحراف لتشويه صورة هذا العلم من علماء الإسلام، فسنة التدافع بين الحق والباطل ماضية إلى قيام الساعة ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق). الأنبياء: 18.

الوقفة الأولى:ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العيينة شمال الرياض عام 1115من الهجرة ونشأ نشأة صالحة، فقرأ القرآن مبكرا وحفظه قبل بلوغه عشر سنين، اجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيهاً كبيراً وقاضياً لبلدة العيينة، ولما بلغ الشيخ الحلم حج وقصد البلد الحرام، وأخذ العلم عن بعض علماء الحرم الشريف، ثم توجه إلى المدينة فاجتمع بعلمائها وأقام مدة وأخذ العلم عن عالمين كبيرين هما: الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، والشيخ محمد حياة السندي، ثم رحل إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناظر على أساس هذه العقيدة، واشتهر من مشايخه الشيخ محمد المجموعي. وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل??له شئ من الأذى ولشيخه. ولما أراد أن يقصد الشام قصرت عنه النفقة فتوجه إلى الزبير ثم إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم انتقل إلى العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن نصار بن معمر فنزل عليه ورحب به وقال له: قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك. وأظهر له الخير والمحبة والموافقة. ولا شك أن الدعوة تحتاج إلى أمرين هما: البيان والسنان، فالبيان هو القرآن، والسنان هو الجهاد، وعلى هذين الأمرين أسس الشيخ دعوته. وبعد استقبال أمير العيينة له بدأ يشتغل بالتعليم والإرشاد والدعوة، ثم دعا الأمير إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام بدعوته إلى هدم قبة زيد بن الخطاب وخشي الأمير ذلك بداية الأمر فثبته الشيخ فخرجوا في ستين مقاتلاً لهدم القبة فهدمها واستجاب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم: أن علياً رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته "، فعندها بدأ الشيخ بمحاربة الشرك والبدع وذلك لان البلاد الإسلامية قد انتشر فيها الشرك الأكبر حتى عبدت القبور ووضعت القباب وقدست الأحجار والأشجار وعبد الناس من دون الله، وهذا ليس خاصاً بنجد والحجاز بل كان منتشرا في العراق واليمن ومصر والشام وغيرها من البلاد، فعندها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير