[إحياء المذاهب الأربعة]
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 09:28]ـ
رغم وجود نهضة معاصرة لخدمة العلم و الدين الإسلام إلا أن الملاحظ ان اكثرالعلماء الذين هم في الساحة اليوم من مدرسة واحدة.
فلذلك نلاحظ كثرة التشابه بين أقوال العلماء حتى أن بعضهم ظن في بعض المسائل عدم وجود الخلاف بين العلماء أصلا.
فذهب ينكر على كل من خالف أقوال هؤلاء العلماء اشد انكار جهلا منه بوجود اراء اخرى في المذاهب التي هي كذلك تعتمد على أدلة صحيحة.
المشكلة ليست في إستعمال الدليل و انما في فهمه فقد يقول قائل ما قاله العلماء هو الحق فنقول العلماء مجتهدون و ليس العلم فقط في مدرسة واحدة بل تنوع المدارس سيعطي دفعة أكثر للبحث في ديننا الشريف، فكل يعطي نظرته حسب قواعد مذهبه.
فاجتهاد العالم ايضا متولد على ما تتلمذ عليه العالم في بداية نشأته.
أصول المذاهب - أو نسميها أصول الإستنباط - كما تعلمون بعضها مختلف فيها و هي أساس ضروري في فهم الأدلة و استنباط الأحكام.
أظن أن إحياء المذاهب الأربعة و فقهها ضرورة لابد منها لأن اختلاف الأنظار لنفس الدليل يقرب الوصول إلى الحق و لا شك فمنها تتولد غزارة الشروح و تقريب المعاني.
السؤال هو ما العمل لأحياء المذاهب الأخرى اليوم؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:09]ـ
أرى أن المذاهب لم تمت ولن تموت
فما زال في بلاد ما وراء النهر من يفتي ويتقن المذهب الحنفي
وفي بلاد المغرب من يفتي ويتقن ويدرس المذهب المالكي
وفي بلاد الحجاز المذهب الحنبلي
إلا الشوافع للأسف فهم أقل المذاهب حظا من الخدمة والاعتناء إلا أن الهمم متجهة لخدمته خدمة تليق به من طبع لأمهات المذهب وشرح لبعض المتون وغير ذلك
والكلام في هذه العصور بل في عصرنا فقط وإلا فلا زالت هذه المذاهب على مر التاريخ نابضة حية في جميع الأقطار
وهذا لا يخفى من دراسة تاريخ الفقه والمذاهب
أما موت هذه المذاهب (عدم الاعتناء بها والاستفادة منها) فلم أره إلا عند الضعاف من الطلبة أو فئة معينة محسوبة على أهل العلم وطلبته
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:16]ـ
احياء المذاهب أقصد به البحث و الجمع و ليس فقط تدريس المذهب فلو نظرنا للفقه المالكي مثلا تجدنا مند قرون و نحن واقفون عند مختصر خليل.
فلا بد من خدمة المذهب بتخريج احاديثه و جمع فروعه كما فعل القرافي مثلا في الذخيرة و النووي في المجموع.
كذلك للبحث في فقه النوازل.
و من الناحية الثراتية مازال الكثير من مخطوطات الأندلس لم تطبع فلا بد من اخراج كل هذا الثرات و جمع فروع المذاهب ثم العمل لتكوين علماء كبار , هذا سيعطي مصداقية في الفتاوي و قوة للآراء.
فلا بد من التشمير لإحياء كل هذا الثرات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:28]ـ
إذا كان كذلك فنعم
لكن ظني أن هذه المذاهب مرت في مرحلة التحرير أي تحرير المذهب كما لا يخفى على العالم بتاريخها
وكذلك مرت في مرحلة الاستدلال والاحتجاج لها
فلم يبق إلا إحياؤها عن طريق نشر ما بقي من التراث
فمثلا لو تصورت معي في المذهب الشافعي هل يمكن أن يأت بعد الرافعي والنووي من يحرر المذهب أكثر وأحسن منهما؟
ممكن لكن صعب وإن وجد ففائدته قليلة لأنه سيكون في مسائل قليلة رأى أن المذهب على غير ما قرراه
أما الاستدلال لها فهو ممكن وله مجال ولكنه تكميلي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:37]ـ
ولعل بعضهم يقول تركتم كتاب الله وسنة رسوله وفقه الصحابة وانشغلتم بآراء الرجال!!!
وليس الأمر كذلك لأن الشرع بني على أساسين:
نص وفهم أو نقل وعقل
وكلاهما محفوط بعناية الله جل وعلا
والمراد بالفهم فهم العلماء لهذه النصوص
وجمهور العلماء من المذاهب الأربعة
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Mar-2009, صباحاً 01:41]ـ
نعم قد عمل الكثير من العلماء في تحرير المذاهب إلا ان علم جمع الحديث يتقدم فعلى ضوء الحديث و أصول المذاهب يمكن تحرير المذهب من ناحية الاستدلال.
فكل مذهب يعيد النظر في فروعه لتخريجها حسب الأدلة و العلم الأصولي هذا سينقي المذاهب اولا مما هو مخالف للدليل ثم يعطي حجية لما هو موافق للدليل.
فالمتأمل لكتب المذاهب يجد القليل منها التي تعتمد على الدراسة الحديثية و الأصولية. فأغلبها سرد للفروع و احيانا للادلة من غير تنقيح.
بدأ القرافي كتابه الذخيرة الذي فيه الكثير من الأدلة من الناحية الأصولية إلا ان ذلك غير كاف.
كذلك بن حجر خدم المذهب الشافعي من حيث الأدلة الحديثية فخرج الأحاديث و درس طرقها.
أما في العصر الحديث فهناك محاولات جادة بدأت في الفقه المالكي من طرف الغرياني في كتابه مدونة الفقه المالكي و ادلته و من طرف حبيب الطاهر في كتابه الفقه المالكي و ادلته , الا ان هناك عيبان في الكتابين اولها عدم تصحيح الأحاديث فعزو الحديث لمصادره غير كافي.
و الثاني عدم التخريج الأصولي للمسائل.
فالشيخان اكتفيا بجمع المسائل فقط.
لذلك لبناء المذاهب و احياءها لا بد من اتباع منهج العلماء المتأخرين كالشوكاني و الصنعاني بتخريج الأحاديث و تصحيحها ثم تخريج المسائل من الناحية الأصولة حسب اصول المذاهب و الله اعلم.
¥