[إمام مسجد لا يرى كفر اليهود والنصارى! ويرد الحديث المخالف لعقله!]
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[08 - Apr-2009, مساء 04:08]ـ
[إمام مسجد لا يرى كفر اليهود والنصارى! ويرد الحديث المخالف لعقله!]
السؤال: بينما كنت أتكلم مع إمام مسجدنا في بعض الأمور: ذكرت له أن اليهود والنصارى مخلدون في نار جهنم , فكان يخالف ذلك الأمر، ويقول: إنه أعلم بالقرآن مني، فزوجة هذا الإمام نصرانية، وأفضل صديق عنده يهوديّ، ويقول أيضاً: إن الحديث يجب أن يكون منطقيّاً حتى نتبعه، أما إذا كان مخالفاً للمنطق: فلا يؤخذ به، فما حكم هذا الرجل؟ هل هو كافر، أم منافق، أم مبتدع؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا ندري كيف يجهل مثل الأمر إن كان يقرأ الفاتحة في صلاته، وكيف يجهل أن (المغضوب عليهم) هم اليهود، وأن (الضالين) هم النصارى؟!
ولا ندري كيف يكون أعلم بالقرآن منك وهو يقرأ فيه قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 17، وقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) المائدة/ 72، وقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة/ 73، وقوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة/ 30، 31.
فهل قرأ ذلك الإمام تلك الآيات؟ وهل فيها غموض حتى يجهل معناها؟ وهل علم هذا الإمام أن الإجماع قائم لا على كفر اليهود والنصارى فحسب، بل على كفر من شكَّ في كفرهم!
ثم هب أن هذا الإمام لا يعلم ذلك، أو يظن أن اليهود والنصارى الذين يتعامل معهم، أو يصادقهم ولا يكفرهم، لا يشركون بالله، ولا يعتقدون أن المسيح ابن الله، أو غير ذلك من عقائدهم الشركية؛ فماذا يعلم عن موقفهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ هل هم مؤمنون به، مصدقون له في دينه، متبعون له في شرعه؟ أو هم كفار به، مكذبون له ولرسالته؟
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً) النساء /150 - 151.
وفي صحيح مسلم (153) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار).
قال الإمام النووي رحمه الله:
" َأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ نَسْخُ الْمِلَلِ كُلِّهَا بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
¥