تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نصيحة تكتب بماء الذهب للعلامة بكر ابو زيد الى كل من احترف في تصنيف الناس]

ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 08:19]ـ

نصيحة ذهبية إلى كل من احترف تصنيف الناس , أو صنف من قبل غيره؟!

قال العلامة بكر أبو زيد –رحمه الله- في كتابه الماتع النافع: (تصنيف الناس بين الظن واليقين):

"إلى كُل مسلم. إلى كُل من احترف التصنيف فتاب. إلى من رُمي بالتصنيف فصبر. إلى كُل عبد مسلم شحيح بدينه، يخشى الله، والدار الآخرة. إلى هؤلاء جميعاً مسلمين، قانتين، باحثين عن الحق على منهاج النبوة، وأنوار الرسالة - أسوق التذكير والنصيحة - علماً وعملاً - بالأصول الآتية:

1 - الأصل الشرعي: تحريم النيل من عرض المسلم.

وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة في إطار الضروريات الخمس التي جاءت من أجلها الشرائع، ومنها: " حفظُ العرض ".

فيجب على كل مسلم قدر الله حق قدره، وعظم دينه وشرعه، أن تعظم في نفسه حرمة المسلم: في دينه. ودمه. وماله. ونسبه. وعرضه.

2 - والأصل: بناء حال المسلم على السلامة، والستر، لأن اليقين لا يزيله الشك، وإنما يُزالُ بيقين مثله.

فاحذر - رحمك الله - ظاهرة التصنيف هذه، واحذر

الاتهامات الباطلة، واستسهال الرمي بها هنا وهناك، وانفض يدك منها، يخل لك وجه الحق، وأنت به قرير العين، رضي النفس.

3 - لا يُخرجُ عن هذين الأصلين إلا بدليل مثل الشمس في رائعة النهار على مثلها فاشهد أو دع. فالتزام واجب "التبين " للأخبار، والتثبت منها، إذ الأصل البراءة.

وكم من خبر لا يصح أصلاً.

وكم من خبر صحيح لكن حصل عليه من الإضافات مالا يصح أصلاً، أو حرف، وغير، وبدل. وهكذا.

وبالجملة فلا تُقرر المؤاخذة إلا بعد أن تأذن لك الحُجة، ويقوم عندك قائم البرهان كقائم الظهيرة.

وقد أمرنا الله تعالى بالتبيُن فقال سبحانه: (يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على مافعلتم نادمين) [الحجرات:6].

وقال تعالى: (وإذا جآءهُم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونه منهم ولولا فضلُ الله عليكم ورحمتهُ لأتبعتُمُ الشيطان إلا

قليلاً) [النساء: 83].

قال السيوطي - رحمه الله تعالى -: (نزلت الآية في جماعة من المنافقين، أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين، ويتأذى النبيُ - - صلى الله عليه وسلم --).

4 - من تجاوزهما بغير حق مُتيقن فهو خارقٌ حُرمة الشرع بالنيل ظلماً من "عرض أخيه المسلم " وهذا " مفتون ".

5 - يجب أن يكون المسلم على جانب كريم من سُمُو الخلق وعلو الهمة، وأن لا يكون معبراً تمررُ عليه الواردات والمُختلقات.

6 - يوجد أفراد شُغلهم الشاغل: " تطيير الأخبار كُل مطار " يتلقى لسان عن لسان بلا تثبت ولا روية، ثم ينشره بفمه ولسانه بلا وعي ولا تعقل، فتراه يقذف بالكلام، ويطير به هنا وهناك، فاحذر طريقتهم، وادفع في وجهها، واعمل على استصلاح حالهم.

ومن وقع في حبالهم فعليه سل يده من رابطتهم هذه.

7 - التزم " الإنصاف الأدبي " بأن لا تجحد ما للإنسان من فضل، وإذا أذنب فلا تفرح بذنبه، ولا تتخذ الوقائع العارضة منهية لحال الشخص، واتخاذها رصيداً يُنفق منه الجراح في الثلب، والطعن. وأن تدعو له بالهداية، أما التزيد عليه، وأما البحث عن هفواته، وتصيدها، فذنوب مضافة أخرى.

والرسوخ في الإنصاف بحاجة إلى قدر كبير من خلق رفيع، ودين متين.

وعليه فاحذر قلة الإنصاف:

ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة

بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم.

8 - احذر " الفتانين " دعاة " الفتنة " الذين يتصيدون العثرات وسيماهُم:

جعل الدعاة تحت مطارق النقد، وقوارع التصنيف، موظفين لذلك: الحرص على تصيد الخطأ، وحمل المحتملات على المؤاخذات، والفرح بالزلات والعثرات، ليمسكوا بها بالحسد والثلب، واتخاذها ديدناً.

وهذا من أعظم التجني على أعراض المسلمين عامة، وعلى الدعاة منهم خاصة.

وسيماهم أيضاً: توظيف النصوص في غير مجالها، وإخراجها في غير براقعها، لتكثير الجمع، والبحث عن الأنصار، وتغرير الناس بذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير