تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدعوة إلى الله .. وما ينبغي لها]

ـ[أقدار]ــــــــ[11 - Apr-2009, صباحاً 07:09]ـ

بقلم: فضيلة الشيخ معوض عوض إبراهيم

إن الدعوة إلى الله تعالى أشرف المهام، وأجل الأعمال، بعد الإيمان بالله سبحانه .. قال تعالى ?وَمن أحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى? اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَال إنَّنِيْ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ? فصلت: آية33.

وهي تذكير بالله وبمراده منذ خُلق آدم وحواء – عليهما السلام – وَبَثَّ مِنْهُمَا رَجَالاً كَثِيْرًا وَّنِسَاءً قال تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُوْنِ? الذاريات: آية 56، وقال: ?وَمَا أُمِرُوْا إِلاَّ لِيَعْبُدُوْا اللهَ مُخْلِصِيْنَ لَهُ الدِّيْنَ حُنَفَاءَ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْا الزَّكَاةَ وَذ?لِكَ دِيْنُ الْقَيِّمَةِ? البينة: آية 5.

وكل شيء وراء الإنس والجن مسيَّر بمشيئة الله وتقديره، وحكمته وتدبيره خَلقًا ووجودًا وحركةً في نفسه وفيما وراءه من الكائنات علوًا وسفلاً، وبرَّا وبحرًا وليلاً ونهارًا قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَه تَقْدِيْرًا? الفرقان: آية2، وقال سبحانه: ?وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ? الأنعام: آية38.

ولقد كانت الدعوة إلى الله عمل رجال اصطفاهم الله من خيرة أقوامهم وأزمانهم، خُلقًا وسيرةً، ألم يقل قوم صالح عليه السلام له: ?يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِيْنَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا? هود: آية66، وكذلك فعلتْ يهود للنبي صلى الله عليه وسلم إذ كانوا يعرفونه بصفاته الكريمة من كُتُبهم، ويرجونه متممًا لسلسلة أنبيائهم ?كَمَا يَعْرِفُوْنَ أبْنَاءَهُمْ? البقرة: آية 146، ?فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوْا كَفَرُوْا بِهِ? البقرة: آية 89.

وكان المرسَلون – صلوات الله عليهم – أهل الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة حتى قال الله تعالى لمصطفاه صلى الله عليه وسلم: ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ? الأحقاف: آية 35.

وفي الآية تنويه بقدر الصبر فهو من أمهات فضائل، أئمة المرسلين أصحاب الشرائع الذين ذكرهم الله مع خاتمهم في قوله: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيْثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوْحٍ وَّإِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسى? وَعِيْسَى? ابْنِ مَرْيَمَ? الأحزاب: آية7.

وقوله سبحانه: ?شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ? الشورى: آية13.

ومن أجل دلالة "وَمِنْكَ" في الآية الأولى، ?وَالَّذِيْ أوْحَيْنَا إلَيْكَ? في الآية الثانية، أنهما يجلوان فضله على سائر المرسلين – صلوات الله عليهم – وأنه خاتم المرسلين حين ذكره في الآية الثانية بعد أول المرسلين نوح على? ما أكدت النصوص الأخر?ى من عموم رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، إن فضيلة الصبر خليقة بأن تلحظ في أمر الله تعالى لمصطفاه: ?فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ? الأحقاف: آية 35.

فهي تستعلن في حياتهم الراشدة، وفي دعواتهم الهادية إلى الله، وما يعوزهم من صبر وجلد، وفيما واجهوا من أذى الطغاة، وغير الحياة حتى قصَّ الله قصصهم للعبرة والتأسي، لا للتسلي وإزجاء الفراغ. قال تعالى: ?وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ? هود: آية120.

والدعاة إلى الله على أقدام المرسلين وخاتمهم – صلوات الله عليهم أجمعين – والله تعالى يقول: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا? الأحزاب: آية 21.

وما من نبي إلا دعا قومه إلى الله كما تحدث جل شأنه بذلك فقال سبحانه: ?لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوْحًا إِلى? قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوْا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلـ?ـهٍ غَيْرُهُ? الأعراف: آية59.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير