[أصل القبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 08:59]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أحمعبن،، وبعد:
القبة التي على قبر النبي، ليس لها أصل. إنما وضعت في القرن التاسع، أو العاشر. وضعها أحد الأمراء الأتراك جهلاً منه. وكرهه أهل العلم إزالتها حتى لا يظن الظان أن في ذلك استهانة بالرسول صلى الله عليه وسلم. سمعت هذا من شيخنا عبد العزيز بن باز.
ثم رأيت كلاماً للإمام المحدث الشهير محمد بن إسماعيل الصنعاني المتوفى سنة 1182هـ رحمه الله في رسالة له " تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد " ص (56) حول هذا القبة ما نصه: " فإن هذه القبة ليس بناؤها منه صلى الله عليه وسلم ولا من أصحابه ولا من تابعيهم ولا تابع التابعين، ولا من علماء أمته وأئمة ملته، بل هذه القبة المعمولة على قبره صلى الله عليه وسلم من أبنية بعض ملوك مصر المتأخرين، وهو قلاوون الصالحي، المعروف بالملك المنصور في سنة ثمان وسبعين وستمائة (678)، ذكره في " تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة " فهذه أمور دولية لا دليلية، يتبع فيها الآخر الأول " انتهى.
قال العلامة الشيخ سيد محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ في كتابه " الوهابيون والحجاز " (ص 69، 70، 71) مع اختصار وزيادة وتصرف:
" ولعل السبب في ترك هذه القبة على ما هي عليه بعد بنائها إلى زماننا الحاضر ولم تهدم، درء المفسدة، حيث أن بعض المنكرات قد تعلقت بها قلوب الكثير من الجهالة في العالم الإسلامي، لأن مثل هذه المظاهر الفخمة، والزخارف الجميلة تعد في عرف جميع العوم وكثير ممن يسمون الخواص من قبيل شعائر الإسلام، والمشعر الحرام، بل هي عندهم أفضل من الركن والمقام وأهم من الصلاة والصيام، ومنهم من يذهب إلى الحجاز لأجل الزيارة، ولا يخشع إلا لرؤية هذه المباني الفخمة، فكيف والحال فيما يتعلق بالقبة التي على حجرة عائشة رضي الله عنها والتي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما. فإذا كان في إزالة شيء منها مصلحة من بعض الوجوه كالرجوع في الأمور الدينية وما يتعلق بها إلى مثل ما كانت عليه في عصر السلف، والتمييز بين ما هو مطلوب شرعاً، وما هو محذور أو غير مطلوب، فإن فيه مفسدة أكبر، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح بشرطه المعروف عند العلماء.
وقد ترك المسؤولون والمصلحون والقائمون على شؤون الحرم المدني في هذه الدولة المباركة ـ حرسها الله ـ الحال على ما هو عليه في شأن القبة درءاً للمفسدة ـ كما تقدم ـ واتقاء لتنفير الكثيرين عن الإصلاح المقصود من رفع الظلم عن الناس ودعوتهم إلى توحيد الله تعالى وحده لا شريك له، ونبذ الشرك به سبحانه. فعملهم هذا موافقاً للشرع.
ومن الدلائل السنة على هذه المراعاة بهذا القصد ما ثبت في صحيح البخاري (3/ 429)، (6/ 407)، 0 8/ 170). ومسلم (2/ 969). وأحمد (6/ 113 و 177 و 247). وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كارهاً لما عليه بناء قريش للكعبة مقتصرة من جهة الشمال عن قواعد جده إبراهيم (عليهما وآلهما الصلاة والسلام) من جعل بابها مرتفعاً ليدخلوا من شاؤا، ويمنعوا من شاؤا، وأنه صلى الله عليه وسلم يود لو نقضها فأعاد بناءها على أساس إبراهيم، وجعل لها بابين لاصقين بالأرض ليدخل كل من أراد من باب، ويخرج من الآخر، وما منعه من ذلك إلا حداثة عهدهم بالكفر والجاهلية كما صرح به لعائشة، فإذا كان المعصوم صلى الله عليه وسلم خاف أن تنكر قلوب حديثي العهد بالشرك من المؤمنين هدمه للكعبة، وبناءها على أتم وأفضل مما بناها عليه المشركون، فمراعاة أهل الأمر من القائمين على المسجد النبوي مثل ذلك عملاً شرعياً ".
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 07:55]ـ
فإذا كان المعصوم صلى الله عليه وسلم خاف أن تنكر قلوب حديثي العهد بالشرك من المؤمنين هدمه للكعبة، وبناءها على أتم وأفضل مما بناها عليه المشركون، فمراعاة أهل الأمر من القائمين على المسجد النبوي مثل ذلك عملاً شرعياً ".
وعلى هذا إذا تحسنت الأحوال وتعلم جماهير المسلمين التوحيد الصحيح أن يرد الأمر إلى ما كان في الزمن الأول
كما حدث أيام أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير لما تهدم بعض جدران الكعبة فنقضها وبناها وفق ما سمع من الصديقة بنت الصديق سلام الله عليهما.
وأرجو أن يتمكن القائمون على هذا الأمر في بلاد الحرمين من فعل ذلك ولا يخشوا كلام البشر!
وظنى أنهم لو فعلوها أيام قيام دولة التوحيد أيام تمكينهم لنسى الناس أمرها فلم يكن هناك أعلام وقتها مثل اليوم وبمرور الوقت ينسى الناس.
والحمد لله على كل حال.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - Apr-2009, مساء 11:07]ـ
نسأل الله ذلك أخي (أبو محمد) وجزاك الله خيراً
¥