تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفتاوى التي تستبيح الدماء بغير حق ضالة مضلة وجريمة شنيعة]

ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 08:18]ـ

[الفتاوى التي تستبيح الدماء بغير حق ضالة مضلة وجريمة شنيعة]

أكد معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء على حرمة الدم المسلم، أنه لا يجوز لامرئ أن يسفك دم أخيه المسلم ولا أن يتسبب إلى ذلك بأي نوع من الأذى، محذراً من الفتاوى المخالفة لشرع الله التي تبرر سفك الدماء بغير حق، ولهوى وأغراض في النفس، وقال: إن هذه جريمة شنيعة لا بد من مواجهتها.

جاء ذلك في حوار لـ (الجزيرة) مع الشيخ الدكتور سعد الشثري .. وفيما يأتي نصه:

* في السيرة النبوية دروس عاطرة عن الحب والأخوة نفتقدها الآن في ظل التكالب على العيش، نريد إلقاء الضوء على قبس منها؟

- جاء النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثاً من رب العزة والجلال لهداية البشرية لإخراجهم من الضلالة إلى الهدى، لإخراجهم من الشرك إلى التوحيد، لإخراجهم من البدعة إلى السنة، وقد لخّص الله جل وعلا رسالته بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}؛ فهو سبب لرحمة العباد ولخيرهم وصلاح أحوالهم دنيا وآخرة، وكان العرب يتقاتلون فيما بينهم، يستبيح أحدهم دم أخيه ودم من يقابله من القبائل الأخرى، كان أحدهم لا يتورع من أخذ أموال الآخرين، إذا وجد طيقاً لأخذ إبل الآخرين وأموالهم لم يتورع عن ذلك، بل يعتبر ذلك رجولة وشهامة وقوة وقدرة وشجاعة، ويتفاخر به عند العرب إذا جاءت مجالس المفاخر ومنتديات الشعر، فبعث الله نبيه وحالة العرب كذلك، لا يتنزه أحدهم عن سفك الدم أو أخذ المال أو الكلام في الآخرين، فقلب الله جل وعلا أحوال العرب فأصبحوا أهل إيمان وتقوى، وأصبح الواحد منهم يحب أخاه ولو لم يكن قريباً له، يحب أخاه المؤمن ولو لم يكن بينه وبينه علاقة لا تجارية ولا مالية، ولا علاقة نسب ولا غير ذلك من أنواع العلاقات، كانوا بالأمس يتعادون ويتباغضون وأصبحوا بعد بعثة النبي الكريم أخوة يتقربون إلى الله جل وعلا بمحبة بعضهم لبعض، وصف الله جل وعلا حال المؤمنين بقوله: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} وفي الآية الأخرى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.

لماذا حصلت هذه الأخوة؟

لأنهم ساندوا دين الله جلا وعلا، فنصرهم الله وأوجد الألفة بين قلوبهم لأنهم تخلوا عن تلك العصبيات وتلك التحزبات وأصبح عندهم جامعة تجمعهم أعلى من شأن الجامعات الأولى، هي جامعة دين الإسلام، هي الجامعة التي يرجون بها الفلاح في الدنيا والآخرة.

* حرمة الدم المسلم التي يستهين بها البعض الآن، كيف عظمها الإسلام؟ وماذا تقولون لمن سولت لهم أنفسهم لارتكاب هذه الجرائم؟

- في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع العرب ليحجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وحجة الوداع قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقرابة ثلاثة أشهر، فتكلّم صلى الله عليه وسلم في تلك الخطبة بكلام يبقى في الأمة إلى قيام الساعة، متى تمسكوا به صلحت أحوالهم واستقامت أمورهم؛ فهي خطبة موجزة وفصيحة وبليغة، ولكنها عظيمة الأثر كثيرة المنافع. كان من تلك المبادئ التي تكلّم بها صلى الله عليه وسلم أن قال:

(لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، ومن تلك المبادئ التي تكلم بها في خطبة حجة الوداع أن قال: أي يوم هذا؟ أي شهر هذا؟ أي بلد هذا؟ فقالوا: يوم حرام في بلد حرام في شهر حرام، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، يعني وصلت أعلى درجات التحريم مهما اختلفت الأزمان ومهما اختلفت الأماكن.

ما هي هذه المحرمات الثلاث؟

أولها: حرمة الدم، فلا يجوز لامرئ أن يسفك دم أخيه المسلم، ولا أن يتسبب إلى ذلك بأي نوع من أنواع التسبب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير