تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفة العلم مع الذكر .... !!!!!!!!]

ـ[أقدار]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 11:15]ـ

العلم والذكر:

قال الله تبارك وتعالى: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألْبَابِ {9})) (الزمر)

وقال الله تبارك وتعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء {28})) (فاطر)

وقال الله تبارك وتعالى: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {28})) (الرعد) إنّ العلم والذكر كما لا يخفى يقوم عليهما الكمالُ الإنساني, ولا يمكن لأحد أن يصل المثالية المنشودة إلا بالعلم والذكر، فإذا خلا فردٌ من الأفراد من العلم والذكر لم يتخلّص من رجس الدنيا ولم يتنور قلبُه.

وقد وردت فضائل كثيرة للذكر في الأحاديث النبوية على صاحبها الصلاة والسلام:

عن أبي موسى (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله) صلّى الله عليه وسلّم):

" مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر مثل الحيّ والميّت) " متفق عليه)

وعن أبي هريرة وأبي سعيد (رضي الله عنهما) قالا: قال رسول الله) صلّى الله عليه وسلّم): " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة, ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله في من عِنْدَهُ " (رواه مسلم)

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): " إنّ الله تعالى يقول: أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحرّكت بي شفتاه "

) رواه البخاري (

وعن ابن عباس) رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): " الشيطان جاثم على قلب ابن ادم, فإذا ذكر الله خنس, وإذا غفل وسوس " (رواه البخاري تعليقًا (

وعن عبد الله بن بسر (رضي الله عنه) قال: جاء أعرابي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فقال: أي الناس خير؟ فقال: " طوبى لمن طال عمره وحسن عمله, قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله " (رواه أحمد والترمذي واسناده صحيح)

وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أنّه كان يقول: " لكلّ شيء صقالة وصقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع " (رواه البيهقي في الدعوات الكبير)

وأول طريق لتذوّق الذكر هو: المواظبة على الأدعية المأثورة أو الأذكار المسنونة وتلاوة القرآن الكريم , فيسعى أن لا يترك عملا من أعماله اليومية إلا ويقرأ قبل القيام به وبعده ما ورد في الأحاديث النبوية من الأدعية, فيصبح داعيًا وينام داعيًا ويستيقظ داعيًا ويأكل داعيًا ويشرب داعيًا ويدخل المسجد داعيًا ويخرج منه داعيًا ويتوضأ قارئًا الأدعية المأثورة كلّها، وهكذا عند بداية كلّ عمل وعند نهايته، وحين قراءة كلّ دعاء يستحضر عظمة الخالق وخضوعَ الكون له, وتجديد عهده الذي عهد به بالإيمان والصلاة, ويوفر من أوقاته ما يتيسر له لتلاوة القرآن الكريم, ويتمعن في معانيه إذا كان له حظ باللغة، يتلوه مراعيًا آدابه وموقنًا بأنّه يؤثّر في قلبه ويطهره ويزكّي روحه من الخبث ويفتح له أبواب الفلاح والنجاح.

أمّا العلم فلعله لا يوجد الآن على وجه الأرض أحد يُنكر ما للعلم من الأهمية والمكانة، فهو الخاصية التي تميّز الإنسان عن سائر البهائم، فالإنسان شريف لا بقوة شخصيته فإنّ الأسد والعجل أقوى منه, ولا بكبر جسمه فإنّ الفيل أعظم وأكبر منه جثة, ولا بشجاعته فإنّ الأسد أشجع منه, ولا بأكله فإنّ الثور أوسع بطنًا منه, بل الإنسان شريفٌ بعلمه فقط, وهذا هو العلم الذي يجعله أفضل من الأسد والفيل والثور وغيرها, فإذا حُرِمَ المرء من العلم حُرم من الفضل, والعلم هو السلاح الذي يرفع البشر من حضيض الذلّ إلى سموّ العزّ ويخلّصه من براثن الشياطين ويوصله إلى الله سبحانه وتعالى.

وقد ورد في الكتاب والسنة فضائل كثيرة للعلم, منها:

قال الله تبارك وتعالى: ((شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ {18})) (آل عمران)

انظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنّى بالملائكة وثلّث بأهل العلم, وناهيكم بهذا شرفًا ونبلاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير