تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القول الأبهر في إثبات طيب لحم البقر ..]

ـ[أحمر العين]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 06:10]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

---

خرجت آخر ليلة من شعبان مع أحد الإخوة إلى سوق اللحم فلاحظت أنه يسأل عن لحمي الأغنام والإبل ويتجاهل لحم البقر،

فقلت مستفسراً: لما لا تسأل عن لحم البقر؟

قال: إني وأهل بيتي لا نأكله.

قلت: أتعافونه أم ماذا؟

قال: لا بل لأنه خبيث!

قلت مستعجباً: ومن أين لك خبثه وهو مما أحل الله؟

قال: قد ورد ما يدل على ذلك وأنا وأهل منطقتي نعافه لهذا.

قلت: هذا أمر لم أسمع به، ولا أظنه يصح إلا أني سآتيك بالنبأ اليقين إن شاء الله تعالى.

وقمت في نفس الليلة لأفتش عن الأمر

فقلت:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وبعد ...

فإن البقر من الأنعام التي امتن الله على عباده بها وأحلها لهم وتقبلها منهم في القربات كالأضاحي وهدي الحاج ولا يتقبل الله إلا طيباً كما في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله طيب لا يقبل إلى طيباً))

وكل ما أحل الله لنا فهو من الطيبات قال الله عز وجل عن إنزال الأنبياء بالشرائع: (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)

فلا ينبغي التورع عما أحله الله، ويقول الله تعالى في سياق ذكر ما متن به على عباده من الطيبات (ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومنالمعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين * ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)

هذا وهي حلال عندنا وعند من قبلنا .... قال بدر الدين العيني في شرحه للبخاري الموسوم بعمدة القاري شرح صحيح البخاري في الكلام على حديث البقرة التي تكلمت:

وقال ابن بطال: وهذا الحديث حجة على من جعل علة المنع من أكل الخيل والبغال والحمير أنها خلقت للزينة والركوب لقوله عز وجل (لتركبوها وزينة) وقد خلقت البقر للحراثة كما أنطقها الله عز وجل ولم يمنع ذلك من أكل لحومها لا في بني إسرائيل ولا في الإسلام،

قلت [القائل العيني]: البقر خلقت للأكل بالنص كما خلقت هذه الثلاثة للركوب بالنص، والبقر لم تخلق للركوب فلذلك قالت لراكبها لم أخلق لهذا وقولها خلقت للحراثة ليس بحصر فيها ولما كانت فيها منفعتان الأكل والحراثة ذكرت منفعة الحراثة لكونها أبعد في الذهن من منفعة الأكل ولأن الأكل كان مقرراً عند الراكب بخلاف الحراثة بل ربما كان يظن أنها غير متصورة عنده فنبهته عليها دون الأكلأ. هـ

*********************

نعم ورد في مستدرك الحاكم وسنن البيهقي حديث «ألبانها شفاء و سمنها دواء و لحومها داء» وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1533)

قلت: الحديث لا تخلو أسانيده من مقال إلا أن الشيخ رحمه الله قواه باجتماعها ,

على أن الحديث قد يستنكر متنه لمعارضته للأصول السالف ذكرها ..

خاصة وأن النبي – صلى الله عليه وسلم - قد تقرب إلى الله بلحمها وأكل منها كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة في حجة الوداع وفيه: «أن أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم - تمتعن معه في حجة الوداع وأدخلت عائشة الحج على العمرة فصارت قارنة ثم ذبح النبي – صلى الله عليه وسلم - عنهن البقر فأكلن من لحومها». متفق عليه.

وفي رواية أخرى ذكرها في إرواء الغليل قالت عائشة رضي الله عنها: «فَحَلَّ كل من كان لا هدي معه وحل نساؤه بعمرة
فلما كان يوم النحر أُتِيْتُ بلحم بقر كثير فَطُرِحَ في بيتي
فقلت: ما هذا؟
قالوا: ذبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن نسائه البقر. .»
قال الألباني: وإسناده حسن.

ولا شك أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لن يتقرب إلى الله عز وجل بالداء أو ما ليس بطيب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير