تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التشريع مع الله عزوجل في البرلمان والدستور [رسالة مختصرة ورائعة من أقوال أهل العلم]]

ـ[عمر السيف]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 06:56]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث في التشريع مع الله عزوجل

والحكم بغير ما أنزل الله

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي فرض على عباده التوحيد وأمرهم بالبراءة من الشرك والتنديد،

القائل في محكم التنزيل:

{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، الذي بعث بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده ..

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

أما بعد ..

فهذه الرسالة جمع من أقوال وفتاوى علماء أجلاء قالوا بما علموه وفهموه من الكتاب والسنة متبعين نهج سلفهم رحمهم الله

كما نحسبهم

جمعت هذه الأقوال والفتاوى في زمان قد تفشى فيه شرك الدساتير والمحاكم الطاغوتية وإقرار وإعانة الطواغيت على الحكم بغير ما أنزل الله.

الرسالة

ينبغي لكل مسلم شفوق على دينه يخشى مقامه بين يدي الله عزوجل أن يعلم أن هذه المسائل-مسائل التشريع والحكم والتحاكم- ليست من الأحكام الفرعية وإنما هي داخلة في أصل الإيمان وصلب التوحيد.

ويتبين هذا بمعرفة أن الله سبحانه قد خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له وجعل لهم جنة ونارا ليجزيهم بأعمالهم في الأخرة، فقال تعالى:

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}

وهذا مع غناه جل شأنه عن خلقه وعن عبادتهم كما قال تعالى:

{وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد}

وقد فطر الله الخلق على معرفته وتوحيده، وأرسل إليهم الرسل في هذه الدنيا يذكرونهم بما فطرهم الله عليه ويعلمونهم بما يجب عليهم من عبادته جل شأنه.

ولا تصح كلمة التوحيد وهي شهادة-أن لا إله إلا الله- إلا بإفراد الله جل شأنه بجميع العبادات

ومنها-التشريع والحكم بشرعه والتحاكم إليه- ومن صرف شيئا من هذه العبادات إلى غير الله فقد اتخذه شريكا وإلاها مع الله ولم يحقق معنى كلمة:

[لا إله إلا الله]

قال تعالى:

{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله}

وقال سبحانه:

{ولا يشرك في حكمه أحدا}

[نقلا من كتاب الجامع للشيخ عبدالقادر عبدالعزيز -بتصرف]

(التسليم لحكم الكتاب والسنة)

واعلم كذلك أن من أهم معاني الشطر الثاني من الشهادتين وهو: "محمد رسول الله"

هو تحكيم الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ويكون في زماننا بتحكيم دينه وسنته وأمره ونهيه، فذلك كله وحي من عند الله.

قال تعالى:

{فلا وربك لا يؤمنون} وهذا قسم من الله تعالى بنفسه العظيمة الجليلة {حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.

ولا يكفي تحكيم شريعة الله تعالى التي أرسل بها محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة

لا يكفي ذلك وحده وحسب لصحة إسلام المرء وإيمانه

بل لا بد من إنشراح الصدر لأحكامها والرضى بها والإنقياد والتسليم المطلق لها.

قال تعالى في آخر الأية السابقة:

{ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}

البراءة من كل شرع غير شرع الله من أهم معاني

"لا إله إلا الله":

وهذا يلزم منه أن يجدوا حرجا عظيما من أنفسهم في كل مشرع ومعبود غير الله تعالى ومن كل شريعة غير دين الله تعالى ومن كل حكم غير حكم الله تعالى،

وأن لا يستسلموا له أو يرضوا به أو يحترموه أو يوقروه، وإلا كانوا مشركين.

بل الواجب عليهم أن يؤخروه ويسفهوه ويكفروا به ويتبرؤوا منه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع مع أصنام قومه وطواغيتهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وهذا الدين هو دين الإسلام لا يقبل الله دينا غيره فالإسلام يتضمن الإستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركا ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته، والمشرك والمستكبر عن عبادته كافران"

أ. هـ

[الرسالة التدمرية ص52 - 53

ومجموع الفتاوي ج38 ص23 - 24]

التشريع المخالف لشرع الله:

هذا القسم أحد حالات الحكم بغير ما أنزل الله الداخلة ضمن حالات الكفر الأكبر.

إدعاء التشريع من دون الله بسن القوانين العامة والأنظمة المخالفة لشرع الله

متضمن لأمرين:

1_ رفض شريعة الله، إذ لو لم يرفضها لما استبدل غيرها.

2_التعدي على حق من حقوق الله، وهو حق الحكم والتشريع حيث ادعاه لنفسه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير