تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال في الأصول: معنى تنقيح المناط وتحقيقه، والفرق بينهما.]

ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 11:38]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

ما الفرق بين تحقيق المناط و تنقيح المناط

و جزاكم الله خيرا

ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 11:50]ـ

تنقيح المناط هو البحث عن العلة التي يدور معها الحكم و يكون بطريقة السبر و التقسيم في الأصل اذن تنقيح المناط هو البحث عن العلة في الأصل بتقسيم النص و اقصاء ما لا ينبني عليه الحكم حتى تبقى العلة المعتبرة في الحكم ويمثل الأصوليون بالأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضرب صدره، ينتف شعره ويقول: هلكت وأهلكت فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما الذي أهلكك؟ قال: واقعت أهلي في رمضان، قال: تعتق رقبة، قال: ما أملك إلا رقبتي هذه، قال: فصم شهرين متتابعين، قال: وهل أوقعني في المهلكة إلا الصوم، قال: فأطعم ستين مسكيناً، قال: ليس عندي ما أطعم ... ) فكونه اعرابي لا يؤثر في الحكم و كونه يصيح لا يؤثر في الحكم و كونه يضرب صدره و ينتف شعره لا يؤثر في الحكم ماذا بقي؟ الجماع في رمضان اذن هذه هي العلة.

أما تحقيق المناط فهو التحقق من تطبيق النص على الجزئيات أي إثبات العلة في الفرع أي اثبات وجودها في الفرع لكي نقوم بالقياس و نقل حكم الأصل إلى الفرع بإثبات وجود هذه العلة الجامعة التي يدور عليها الحكم أو تطبيق النص كإثبات كون نباش القبور سارقا لقطع يده فالمناط هو السرقة إن اثبتناها طبقنا نص السرقة فيه.

اذن تنقيح المناط في الأصل و تحقيق المناط في الفرع

و الله أعلم

ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 12:09]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا

جزاكم الله الجنة على الرد السريع و وفقكم لما يحبه و يرضاه

ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 02:07]ـ

تتمة لكلام أخى عبد الكريم هذا بحث لى قديم لعلهوا يفيد

بعض علماء الأصول عد من مسالك العلة تنقيح المناط، والمراد بتنقيح المناط، هو تهذيب ما نيط به الحكم وبني عليه وهو علته. والحق أن تنقيح المناطق إنما يكون حيث دل النص على العلية من غير تعيين وصف بعينه علة، فهو ليس مسلكا للتواصل به إلى تعليل الحكم، لأن تعليل الحكم مستفاد من النص، وإنما هو مسلك لتهذيب وتخليص علة الحكم مما اقترن بها من الأوصاف التي لا مدخل لها في العلية.

ومثال هذا: ما ورد في السنة أن أعرابيا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له: هلكت، فقال له الرسول: "ما صنعت؟ " فقال: واقعت أهلي في نهار رمضان عمدا، فقال له الرسول: "كفِّر ... " الحديث، فهذا النص دل بالإيماء على أن علة إيجاب التكفير على الأعرابي ما وقع منه، ولكن هذا الذي وقع منه فيه ما لا مدخل له في العلية لإيجاب التكفير مثل كونه أعرابيا، وكونه واقع خصوص زوجته، وكونه واقع في نهار رمضان من تلك السنة بعينها.

فالمجتهد يستبعد هذه الأوصاف لأنها لا مدخل لها في العلية، ويستخلص علة الوقاع عمدا في نهار رمضان، وعلى هذا تجب الكفارة على من أفطر عامدا في نهار رمضان بالجماع خاصة، وهذا مذهب الشافعي. وأما الحنفية فقالوا: إن مثل الجماع كل مفطر، وهذه المماثلة تفهم بالتبادر فتجب الكفارة على كل من أفطر عمدا في نهار رمضان بجماع أو بأكل أو بشرب أو غيرها فيكون المناط لإيجاب

الكفارة عندهم بعد تهذيبه المفسد للصوم عمدا، فتهذيب العلة مما اقترن بها ومما لا مدخل له في العلية وهو تنقيح المناط.

ومن هذا يتبين أن تنقيح المناط غير السبر والتقسيم؛ لأن تنقيح المناط يكون حيث دل نص على مناط الحكم، ولكنه غير مهذب ولا خالص من اقتران ما لا دخل له في العلية به.

وأما السبر والتقسيم فيكونان حيث لا يجود نص أصلا على مناط الحكم، ويراد التوصل بهما إلى معرفة العلة لا إلى تهذيبها من غيرها.

وأما النظر في استخراج العلة غير المنصوص عليها، ولا المجمع عليها بواسطة السبر والتقسيم، أو بأي مسلك من مسالك العلة فيسمى تخريج المناط. فهو استنباط علة لحكم شرعي ورد به النص ولم يرد نص بعلته ولم ينعقد إجماع على علته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير