تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رسالة إلى أهل الجرح ... والتجريح]

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 12:24]ـ

نصيحة إلى أهل الجرح ... والتجريح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد

فقد عمت وطمت

وطار شررها

ومن لا يعرفها

فتنة عمياء

لا يعرف من ايقظها

لكنها استيقظت, أو أنها كانت مستيقظة, ربما ...

وقد وصل شرها وشررها إلى هنا ..

وفتنت جملة من شبابنا وإخواننا ... وأخواتنا

أغرتهم الشبهة, وحلَت على ألسنتهم شهوتها .. نعم .. ومن لا يعرفها.

رُفِعت لها رايات الجرح .. والتجريح.

ورميت بها بيوتات فاضلة لثلة الخير والصلاح.

زعموا .. وقالوا ..

وبئس ما قالوا ..

كلهم رؤوس .. وكلهم أذناب ..

فالكل له صلاحية الكلام ... !

مبتدئا أو ناقلا ... !

فتنة الجرح والتجريح ... فتنة ممسوخة مشوهة الأطراف. وكل الفتن كذلك.

رفع لواءها مغررون .. ومغرر بهم.

فنالوا من بعض كبارنا, ولعلهم ودوا لو نالوا منهم كلهم.

احتجوا لكونه إمام الجرح والتعديل ... ولهم في ذلك كلام لشيخ الشام وإمامه.

أوليس الذي شهد له أعلم منه بذلك. فإنه متخصص وأهل لذلك.

والآخر محكوم له ... وإن حُمِّل الحكم فوق ما لا يحتمل.

غرضي هنا مناقشة مسوغاتهم في الطعن والتنفير والتحذير والتشهير وووو .. والقائمة تطول.

فلنبدأ بما يعرفه الجميع

فـ[لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل حليم هفوة] [1] و [ما من عالم إلى وله زلة] [2]

و [ما من شرط العالم أنه لا يخطئ] [3] [فأرني إماما سلم من الخطأ والوهم] [4] بل [ما من أحد من أعيان الأمة من السابقين الأولين ومن بعدهم إلا لهم أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السنة وهذا باب واسع لا يحصى مع أن ذلك لا يغض من أقدارهم ولا يسوغ إتباعهم فيه] [5]

فلم الوقيعة فيهم والطعن عليهم.

فـ[الذي أقول به: إن المجتهد المخطئ لا يأثم إذا قصد الحق , وكان ممن له الاجتهاد وأرجوا أن يكون له في قصده الصواب وأراد به له أجر واحد إذا صحت نيته في ذلك والله أعلم] [6] و [ما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم] [7] و [لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين] [8]

فمن [كان موصوفا بالدين والورع والتأله منظورا إليه في الفضل والعلم وبدت منه هفوات خفيفة لم تغير رتبته إن شاء الله] [9]]

و [لو قدر أن العالم الكثير الفتاوى أخطأ في مائة مسألة لم يكن ذلك عيبا وكل من سوى الرسول] [10] فإنه [لا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ولولا ذلك لهلك اكثر فضلاء الأمة وإذا كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما يصيب ويخطئ تحقيقا لقوله {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا] [11]

فإن [الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه والله يغفر له ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه , نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبه من ذلك] [12]

و [من له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين] [13]

[ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة معنا رحم الله الجميع] [13]

بل [لو قدر أن العالم الكثير الفتاوى أفتى في عدة مسائل بخلاف سنة رسول الله e الثابتة عنه وخلاف ما عليه الخلفاء الراشدون لم يجز منعه من الفتيا مطلقا بل يبين له خطؤه فيما خالف فيه فما زال في كل عصر من أعصار الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين من هو كذلك] [14]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير