[ترجمة النبي محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 05:35]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده محمد الكتاب ليكون للعالمين نذيرا، وأرسله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا، وأوحى إليه القرآن والحكمة ليخرج الناس من الظلمات ويبدلهم بها نورا.
الحمد لله الذي وصف عبده ورسوله محمدا في كتابه العزيز بأجمل الأوصاف، ونعته بأحسن النعوت وأروع الألطاف، وجده يتيما فآواه، وجده ضالا فهداه، ووجده عائلا فأغناه، شرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، شهد له بالرسالة، وختم به النبوة، وفتح له الفتح المبين، وهداه الصراط المستقيم، وصلى عليه هو ملائكته، وأمر بذلك المؤمنين.
اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النيين، وإمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم أنت سميته محمدا وأحمد والمتوكل، وسمى نفسه الماحي الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه، والعاقب الذي ليس بعده نبيّ.
هو دعوة نبيك إبراهيم، وبشارة نبيك عيسى، ورؤيا أمه آمنة، وهو عبد الله رسوله، وصفيه وخليله، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، بعثه الله إلى الناس كافة شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، رحمة للعالمين، وهداية للأميين، يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، يحل لأمته الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث والموبقات، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، يؤمن بالله وكلماته، ويبلغ وحي الله إلى الناس ورسالاته، من الله به على المؤمنين يتلو عليهم آياته، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وهو بهم رؤوف رحيم.
وهو حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر، وصاحب المقام المحمود ولا فخر، وأول شافع ومشفع ولا فخر، وأول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله له، فيدخلها ومعه فقراء المؤمنين ولا فخر، وهو سيد ولد آدم أجمعين ولا فخر.
كنيته أبو القاسم، وأبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، ومرضعتاه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وثويبة الأسلمية جارية أبى لهب، وحاضنته أم أيمن بركة الحبشية كان ورثها من أبيه، فلما كبر أعتقها، وزوجها زيد بن حارثة.
اصطفاه الله من بني هاشم، وجعله من خيرة خلقه: من خيرهم قبيلة، ومن خيرهم بيتا، ومن خيرهم نفسا، بأبي وأمي هو.
مولده بمكة بشعب بني هاشم، يوم الإثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل سنة 571م، مات أبوه عبد الله قبل ولادته، وماتت أمه آمنة وهو ابن ستّ سنين.
كفله جده عبد المطلب، ومات عنه، وهو ابن ثماني سنين وشهرين وعشرة أيام، فولي كفالته عمه أبو طالب، ورعى الغنم على قراريط لأهل مكة.
ولما بلغ اثنتي عشرة سنة خرج مع عمّه أبي طالب إلى الشام؛ فلما بلغ بُصرى رآه بحيرى الراهب؛ فعرفه بصفته، فجاءه وأخذه بيده، وقال: «هذا سيد المرسلين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خرّ ساجداً، ولا يسجدان إلا لنبيّ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة»، وقال لأبي طالب: لإن قدمت به إلى الشام لتقتلنه الروم، فرده خوفاً عليه منهم.
فنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قومه، وقد طهره الله تعالى من دنس الجاهلية، فما هم بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون به، وشهد مع قومه حلف المطيبين وحلف الفضول وهو غلام، ولم يكن يعرف من بينهم إلا بالأمين.
¥