تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استحباب التراويح بعشرين ركعة، وقيام الليل بأي عدد مختار الجزء1]

ـ[زياني]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 10:14]ـ

بسم الله وبعد:

فقد ذهب قوم من المتأخرين إلى بدعية قيام الليل بأكثر من إحدى عشرة ركعة مستدلين بحديث عائشة رضي الله عنها قالت:" ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة", مع حديث مالك:" صلوا كما رأيتموني أصلي", وليس في هذا حجة لما قالوه أصلا, لأن حديث مالك إنما هو في الصلوات المقيدة العدد, وفي الهيئات, وليست جميع أفعاله عليه السلام في الصلاة واجبة بإجماع السلف, فمنها الواجب والمسنون والمستحب والجائز, أما حديث عائشة فقد حمله الشافعية وغيرهم من أهل العلم على صلاة الوتر, فكان عليه السلام لا يزيد فيها على هذا العدد, وهو القائل:" فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث .. ", وبذلك بوب النسائي وأبو بكر وعبد الرزاق وغيرهم, وخرج النسائي1727 عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر وضعف أوتر بتسع", يؤيد ذلك ما خرجه مسلم في الصحيح (139) عن زرارة أن سعد بن هشام ... وفيه: فقلت ـ لعائشة ـ أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألست تقرأ يا أيها المزمل؟ قلت: بلى, قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة, قال: قلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة ... ", وهو نص صريح في التفريق بين قيام الليل وأنه غير مقيد بعدد, وبين الوتر الذي يصلى على الأكثر إحدى عشرة ركعة استحبابا, ولا يفسر مراد عائشة إلا بما فسرته هي في هذا الحديث, وحتى لو حُمل على صلاة القيام لما كان لهم فيه أدنى حجة, ذلك أن هذا الحديث مجرد فعل رأته أمنا رضي الله عنها, لا يصح أصوليا أن يطلق عنه أنه تقييد, وقد رآه غيرها يصلي أكثر من ذلك ثلاث عشرة ركعة ورآه بعضهم يصلي بتسع أو سبع, وقد قال الترمذي:" وأكثر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر وأقل ما وصف من صلاته بالليل تسع ركعات", ألا فليمنعوا من الإنقاص عن تسع أو سبع ويقولوا أنه بدعة كما فعلوه في الزيادة, وطذا ما صح من طريق عاصم عن على رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالنهار ست عشرة ركعة", ألا فليمنعوا من الزيادة عليها ويبدعوها, وأخشى أن يفعلوا فكل تبديع عندهم ممكن, أما المعلوم عند الأصوليين وعامة العلماء أن مجرد الفعل لا يدل على وجوب ولا تحريم أصلا, لأن من صيغ التحريم النهي الجازم, فأنى لهم النهي من هذا الحديث, إذ النبي صلى الله عليه وسلم صلى أحد عشرة ركعة لكنه لم ينه أمته من الزيادة على ذلك أصلا, بل أرشدها إلى مطلق القيام ولم يضيق عليهم في هذا الباب أصلا، وثبت عنه:" أنه كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة"، وإن كان هو يختار الأمر اليسير القليل حتى لا يحرج أمته، ألا ترون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حج قارنا وهذا من فعله, بينما حث أمته قوليا على التمتع, لذلك أجمع العلماء على جواز القيام من غير عزيمة ولا تحديد لعدد, نقل ذلك كثير من أهل العلم, وقال الشافعي:" وليس في شئ من هذا ضيق، ولا حد ينتهى إليه لأنه نافلة"، وقال ابن تيمية كما في الفتاوى (2/ 114):" كما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبي صلى الله عليه وسلم فيه عددا معينا بل كان هو صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة لكن كان يطيل الركعات فلما جمعهم عمر على أبي بن كعب كان يصلي بهم عشرين ركعة ثم يوتر بثلاث ... ", فإن قالوا: قد جاءت أخبار قولية عامة تدل على جواز الإنقاص من تسع, قلنا لهم أن هذه الأخبار نفسها لأدل على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير