تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقولة نفيسة لإمام دار الهجرة رحمه الله في كمال الدين وتمامه]

ـ[الحُميدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 04:41]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

هذا أثر نفيس عن إمام دار الهجرة، يتجلى من خلاله أن الدين قد تم و كمل، و أن تتبع السنن و الأخذ بها هي طريقة أهل السنة و الجماعة مع طرح الرأي و نبذه،إذ هو مهامه تتيه فيها العقول،و يحول دون الوصول إلم الأرب المأمول،كما أن في هذا الأثر رد على الجويني –وغيره - ممن ادعوا، أن النصوص لم تستوعب جميع ما يخص الناس، و هم بذلك ينسبون النقص إلى شرع الله التام الكامل من حيث لا يشعرون،

و قد اخرج هذا الأثر الحافظ ابن عبدالبر في (جامع بيان فضل العلم و أهله،3/ 299)، و الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد،13/ 415) - واللفظ له -من طريقين عن يعقوب بن سفيان الفسوي حدثني الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني،قال: قال مالك:" قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم،وقد تم هذا الأمر واستكمل، فانما ينبغي أن تتبِع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم،وأصحابه ولا تتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى منك فاتبعته فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته،أرى هذا الأمر لا يتم." أي الرأي.

قلت: و قد رواه الحافظ أبو جعفر الطبري في (تهذيب الآثار)، كما نقله الشيخ أحمد ابن الصديق في كتابه (المثنوني و البتار)، و لم أجده في الجزء المطبوع منه، و لعل الشيخ أحمد نقله عنه بواسطة كما هي عادته -رحمه الله-.

قلت: وهذا السند إلى الإمام - رحمه الله و رضي عنه- صحيح، أما الراوي عنه، وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني (1)، فأقوال الأئمة فيه كالآتي:

قال أبو حاتم: "رأيت أحمد ابن صالح لا يرضاه ".

وقال:"البخاري في حديثه نظر ".

وقال النسائي:" ليس بثقة".

وقال أبو الفتح الازدي:" اخطأ في الحديث".

وقال ابن عدي:"ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه".

وقال ابن حبان في (الثقات):"كان يخطئ".

وقال عبدالله بن يوسف التنيسي: "كان مالك يعظمه ويكرمه".

و قال أبو زرعة:" صالح ".

قال الحافظ:"يعني في دينه لا في حديثه".

وقال الحاكم أبو أحمد:" في حديثه بعض المناكير".

وقال البزار:" كف بصره فاضطرب حديثه".

قلت: فهو في الحديث لا يسقط عن درجة الاعتبار، أما في روايته لمثل هذه الأخبار عن مشايخه فيصحح نقله لما عرف عنه من زهد و صلاح، و خصوصا أنه لازم الإمام مالك.

قلت: اما الراوي عنه الحسن بن الصباح البزار (2)،فأقوال الأئمة فيه كالآتي:

قال الإمام أحمد: اكتب عنه، ثقة صاحب سنة ".

وقال الخلال: قال أحمد: " ما يأتي يوم على البزار إلا وهو يعمل فيه خيرا ".

وقال أبو حاتم:" صدوق، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد،كان أحمد يرفع من قدره ويجله".

وقال النسائي في أسماء شيوخ:" بغدادي صالح".

وقال في الكنى:" ليس بالقوي".

وذكره ابن حبان في (الثقات).

قلت: فمثله تصحح له مثل هذه الأخبار.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير