الباب الذي قلّ من يلجه!! كيف السبيل اليه؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 04:45]ـ
يحكى عن بعض العارفين انه قال: ((دخلت على الله من ابواب الطاعات كلها
فما دخلت من باب الا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل والافتقار
فإذا أقرب باب اليه وأوسعه ولا مزاحم فيه و لا معوق، فما وضعت قدمي في عتبته، فإذا
هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه)).
ان الانسان كلما افتقر وتذلل لله سبحانه وتعالى كلما ازداد قربا وعزا،
والافتقار والذله لله لا تحصل الا للقلب الذي امتلأ بمحبة الله وخشيته،
يقول ابن القيم: ((ان هذه الذلة والكسرة الخاصة: تدخله على الله، وترميه على طريق المحبة،
فيتفح له منها باب لا يفتح له من غير هذه الطريق، وان كانت طرق سائر الاعمال والطاعات
تفتح للعبد أبوابا من المحبة، لكن الذي يفتح منها من طريق الذل والانكسار وازدراء النفس،
ورؤيتها بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذم: بحيث يشاهدها ضيّعة، وعجزا
وتفريطا وذنبا وخطيئة فمتى استشعر العبد هذه الامور فتح له نوع آخر من المحبة غير بقية ابواب الطاعات)) بتصرف.
ويقول ابن القيم -ايضا-: ((والسالك بهذه الطريق غريب في الناس، وهم في واد، وهو في واد ...
قلت: اي والله صدق .. جعلني الله واياكم منهم .. بمنّه وكرمه .. فإنه لا ينال ما عنده الا بطاعته ..
((والذل والانكسار لله يعتبر سجود القلب))
السجود الحقيقي وهو سجود القلب .. وان كان سجود الاركان مطلوب .. لكن متى اجتمع وتواطأ الامران:
سجود القلب والاركان ... فلا تسأل حينئذ عن اللذة التي سيقذف في قلبه وعن العيش الطيب الذي سيجده
نسأل الله من فضله
قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب لله؟ قال: نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم القيامة ..
((تأمل ما سيذكره ابن القيم جيدا))
قال ابن القيم: فهذا سجود القلب، فـ قلب لا تباشره هذه الكسرة: غير ساجد السجود المراد منه،
واذا سجد القلب لله – هذه السجدة العظمى – سجدت معه جميع الجوارح، وعنا الوجه للحي القيوم
، وخشع الصوت والجوارح كلها، وذلّ العبد وخضع واستكان ووضع خده على عتبة العبودية،
ناظرا بقلبه الى ربه ووليه نظر الذليل الى العزيز، فلا يُرى الا متملقا لربه، خاضعا ذليلا مستعطفا له ا. هـ
وقد ضرب ابن القيم مثل جميل لصاحب هذه المنزلة، من قرأه عرف ماذا يريد المؤلف ان يقول.
.
وسأذكره باذن الله لكن ليس الان،،
وللحديث بقية بإذن الله
ـ[المحدثة]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:37]ـ
بارك الله فيك كم نحتاج لمثل هذا الكلام
ننتظر البقية وفقك الله وسدد خطاك
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:43]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 06:17]ـ
((تتمة لما سبق))
يقول ابن القيم: (وصاحب هذا المشهد نفسه كرجل كان في كنف أبيه
يغذوه بأطيب الطعام والشراب واللباس، ويربيه أحسن تربية، ويرقيه
على درجات الكمال أتم ترقية، وهو القيّم بمصالحه كلها، فبعثه أبوه
في حاجة له، فخرج عليه في طريقه عدو، فأسره وكتّفه وشدّه وثاقا،ثم ذهب به
الى بلاد الاعداء فسامه سوء العذاب، وعامله بضدّ ما كان ما كان أبوه يعامله به،
فهو يتذكر تربية والده وإحسانه اليه بين الفينة بعد الفينة، فتهيّج من قلبه لواعج ا
الحسرات كلما رأى حاله، ويتذكر ما كان عليه، وكل ما كان فيه، فبينا هو في أسر
عدوه يسومه سوء العذاب ويريد نحره في آخر الامر، اذ حانت منه التفاتة الى
نحو ديار أبيه، فرأىأباه منه قريبا، فسعى اليه، وألقى نفسه عليه، وانطرح بين
ابيه يستغيث: يا أبتاه .... يا أبتاه ... يا أبتاه!! انظر الى ولدك و
ما هو فيه، ودموعه تستبق على خديه، قد اعتنقه والتزمه، وعدوه في طلبه،
حتى وقف على رأسه، وهو ملتزم لوالده ممسك به، فهل تقول: ان والده يسمله
مع هذه الحال الى عدوه، ويخلي بينه وبينه؟ فمن الظن بمن هو أرحم بعبده من
ا
لوالد بولده،ومن الوالدة بولدها؟ اذا فرّ عبد اليه، وهرب من عدوه اليه، وألقى
نفسه طريحا ببابه ... يمرّغ خدّه في ثرى أعتابه باكيا بين يديه يقول: يا رب!! يا
رب!: ارحم من لا راحم له سواك ولا ناصر له سواك ولامؤوي له سواك، ولا
¥