تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تحقيق الخلاف في إدراك الركعة لمن أدرك الركوع -الجزء الثاني]

ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 11:57]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصل الله تعالى وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكر كل من الإخوة الأفاضل الذين مروا على موضوعي في الجزء الأول، ولقد شرفني مورورهم الكريم، وإني وقبل الشروع في الجزء الثاني من البحث في المسألة، أرى من المفيد، بل الضروري أن أسوق هذه المقدمة، والتي أعتبرها مهمة جدا، وهي كالآتي، فأقول وبالله أستعين:

أولا: إن من المعروف لدى كل ذي حس سليم أن تكون غيرة المسلم على دينه الإسلامي، وعلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم وأشد من كل مخلوق، وإني ما لامسته هنا، هو عكس ذلك تماما، إلا ما رحم ربي، فتجد البعض هدانا الله وإياه، عندما نذكر عالم بلفتة مهذبة، وبأسلوب علمي مبينا فيها بعض الملاحظات والاستدراكات المهمة، وهي في الحقيقة تمس جانب ديننا الإسلامي أولا وآخرا، وتصب في اتجاه وبيان القول الراجح من القول المرجوح، ولكن ترى البعض منا وللأسف الشديد، يضجر ويصخب، بل ويقلب عليك أخلاقه السقيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكأنه لا يعلم أو تناسى أن هناك ملكين يسجلان عليه كل ما يلفظ به من خير أو شر، وأنه بذلك يتصدق بحسناته على من ظلمهم من إخوانه المؤمنين، وكان الأولى والأحرى له ولأمثاله أن يعرفوا أن أصحاب المنهج السديد يتبعون الحق وينشدونه أيا كان، ومن أي صدر خرج، صغيراً أو كبيرا، حقيراً أو عظيما، فهم يقبلون الحق من قائله، وإن كان صغيراً، ويردون الباطل على صاحبه وإن كان كبيرا، يقودهم الى ذلك التجرد لله عز وجل، والحرص على اتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بذلك يعرفون الرجال بالحق، ولا يعرفون الحق بالرجال، فيجب علينا نحن كمسلمين أولا، ومتقيدين بالسنة ثانيا، وبمنهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ثالثا، أن تكون غيرتنا على الحق دوما وأبدا هي الغاية المثلى، وهو تحقيقنا إلى الهدف المرجو دائما والغاية الحميدة بإذن الله تعالى.

ثانيا: دعك عنك التعصب المذهبي، ولا تتقيد بعالم واحد، أو بمجوعة محددة من العلماء الربانيين، بل اجعل لهمتك الفذة أن تكون مثل النحلة، تنتقل من زهرة إلى زهرة، وتأتي لنا بالعجائب من الفوائد، فـ (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، أما إذا تقيدت بالعالم الفلاني، أو بمجموعة معينة من العلماء فقط، فقد تتعصب لهم وتحيد عن جانب الصواب، وهذا ما لمسته في هذا المنتدى المبارك، وقديما قالوا: الحب يعمي ويصم، ولأنك وبهذه الطريقة قد فقدت عن نفسك الحظ العظيم، والعلم الغزير والمفيد.

ثالثا: لا تتعجل في رمي الكلام جزافا، ومن أمثلة ذلك أن تقول: هذه المسألة شبه إجماع بين العلماء والأئمة!، أو تقول: بل كادت تكون إجماعا!، فليس من الجيد لطالب العلم أن يستعجل برمي الكلام على عواهنه دون أن يتأكد من المسألة، وقد أعجبتني مقولة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حينما قال فيمن يدعي الإجماع بأنه كاذب فما يدريه، لعل الناس اختلفوا، وهذه المسألة التي سوف أعرضها عليكم إن شاء الله مما اختلف الناس فيها قديما وحديثا.

رابعا: يجب علينا كطلاب علم أن يحترم بعضنا البعض الآخر، وأن نجعل هذا المنتدى المتميز أن يرتقي بأخلاق أعضائه، وعلو همتهم وعلمهم وبمنهجهم المستقيم بعض المنتديات الأخرى، والتي تدعي وتزعم بأنها على المنهج السلفي!، وتجد في منتداهم ما يندى له الجبين، والله المستعان على ما يصفون.

وأما في هذا المنتدى المبارك والصرح القويم، نجد من يخوض وللأسف من السوقة، وأرباب العامة، ومن أصحاب الفكر السقيم، فلا يراعون حُرمة هذا المجلس العلمي، فإن كان ولا بد، فلنجعل هذا الإحترام على الأقل من أجل القراء الكرام، والذين يحسنون الظن بهذا المجلس العلمي، وهم في إزدياد، ولله الحمد والمنة، ولنجعل خلافاتنا ومشاكلنا خارج هذا المنتدى، وهذا بالطبع إذا أردنا الخير والمصلحة للجميع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير