[الحرز من الشيطان بما ورد في القران والسنة الصحيحة]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 07:22]ـ
[الحرز من الشيطان بما ورد في القران والسنة الصحيحة]
-
خطبة الشيخ حسين آل الشيخ وفقه الله
ألقيت الخطبة في المسجد النبوي بتاريخ 16/ 11/1429 هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله الأحد الصمد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد .. فياأيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فمن اتقاه وقاه وأسعده ولا أشقاه.
أيها المسلمون الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ فكل شر في العالم فهو السبب فيه والمحرض عليه، وإن من أعظم صفات الشيطان وأشدها شراً وأقواها تأثيراً وأعمها فساداً الوسوسة ..
القلب يكون فارغاً من الشر والمعاصي؛ فيوسوس الشيطان إلى العبد بالذنب ويصوره له ويزينه فيصير شهوة حينئذ ..
فالمؤمن في جهاد مع الشيطان وحزبه .. ربنا - جل وعلا - يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ فاطر 6، وقال: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ يس 60 ..
ولذاك فهو يبعث في ذلك جنوده ويبعث معهم مدداً وعوناً؛ فإن فتروا حركهم وإن ضعفوا أزعجهم .. يزينون للعباد الكفر والشرك والبدع والمعاصي: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً مريم 83؛ أي تزعجهم إلى مخالفة أمر الله - جل وعلا- إزعاجاً .. كلما فتروا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم.
إخوة الإسلام .. أصل كل بلاء ومعصية إنما هو من وسوسة الشيطان التي هي أصل شره؛ ولهذا أنزل الله - جل وعلا - سورة كاملة تحدثنا عن هذا الوضع قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ الناس 1 – 5 ..
فالشيطان يزين للعباد المعصية ويلقيها في قلوبهم، ثم يجتهد في كشف ستر صاحبها وفضيحته وإذاعته .. يقول ابن القيم - رحمه الله -: " الرب يستر عبده، والشيطان يجتهد في كشف سره وفضيحته؛ فيغتر العبد حينئذ ويقول: هذا ذنب لم يره إلا الله - جل وعلا - ولم يشعر بأن عدوه ساع في فضيحته، وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة) .. انتهى كلامه المتين ..
ربنا جل وعلا يخبرنا عن ذلك فيقول حكاية عن إبليس اللعين: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ الأعراف 15 – 16.
إخوة الإسلام .. وإذا كان هذا شأن الشيطان وهمته فإن الخلاص منه لا يكون إلا بمعونة الله - جل وعلا - وتأييده وإعانته؛ فعلى العبد أن يحقق التقوى وأن ينفذ أوامر الله - جل وعلا - ونهيه في عباده ..
ربنا - جل وعلا- قال: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ النحل 98 - 100 ..
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا بقاعدة النجاة فيقول: " أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك " ..
وعلى العبد أن يجرد التوبة إلى الله - جل وعلا- من الذنوب التي تسلط عليه الشرور والآلام، وعليه أن يقبل على الله - جل وعلا- فإن سبيل النجاة بالإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته ومرضاته في كل خواطر نفسه وأمانيها ومشتهياتها .. يقول الله - تعالى - حكاية عن عدوه إبليس: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ص 82 - 83.
¥