تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعليق على مقال: " مشروعية التلقب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم العوني.]

ـ[أبو عبدالعزيز السيف]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 09:32]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليق على مقال: " مشروعية التقلب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم العوني.

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد.

فقد قرأت مقالاً بعنوان " مشروعية التلقب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم بن عارف العوني , وقد رأيت فيه ما يستوجب التعليق , وعلى الله الاتكال.

وقبل أن أدخل في هذه التعليقات لا بد أن أشيد بالطرح المعتدل الذي اتسم به مقال الشيخ والتأصيل العلمي الذي بدا ظاهرا في مفاصله وفقراته , ثم لا بد من تقرير بعض القضايا التي لها صلة بما قصد إليه الشيخ في مقاله المنيف , وأذكرها في النقاط التالية:

1 - لا اختلاف حول فضل أهل البيت النبوي ومكانتهم , وأن لهم حق التوقير والاحترام كما يحترم الوالد لوالديته , والأخ لأخوته , والعالم لعلمه , والكبير لكبره , وصاحب الفضل لفضله., والمحسن لإحسانه, والكريم لكرمه , والوجيه لوجاهته ..

2 - لا حرج في التلقب بالشريف إذ أنه أصبح كالعرف السائد , إذا لم يكن على سبيل االاستعلاء , والترفع على خلق الله.

3 - تقرير أن الناس جميعا في أصل الخلق ومادته متساوون , فهم من آدم وآدم من تراب.

4 - أن التفاضل بين الناس جميعا إنما هو بالتقوى. وأن أكرم الناس وأشرفهم أتقاهم ولو كان مولى!.

5 - أن الناس جميعا يجزون بناء على أعمالهم لا على أنسابهم , وأن منازل المؤمنين في الجنة بحسب أعمالهم لا بحسب أنسابهم وأن مكانة الإنسان عندالله إنما هي بحسب قربه من الله.

بعد ذلك أبدأ بعون الله في ذكر ما أنا بصدده مستعينا بالله فأقول:

بدأ الدكتور الشريف مقالته بذكر آية التطهير استدلالاً على فضل أهل البيت , وهي قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} الأحزاب: 33

ومع التسليم بفضل أهل البيت إلا أن الآية ليس فيها ما يدل على ذلك , لأن الإرادة فيها شرعية لا كونية , و إنما يصح الاستدلال بها على فضلهم لو كانت الإرادة كونية.

وغاية ما فيها أن الله يحث أهل البيت على البعد عن الذنوب والرجس لأنهم منسوبون إلى بيت النبوة.

قال ابن تيمية: " و أما آية التطهير فليس فيها إخبار بطهارة أهل البيت وذهاب الرجس عنهم , فإن قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} , كقوله تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم} , وقوله: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب الله عليكم , والله عليم حكيم , والله يريد أن يتوب عليكم} النساء: 26,27 منهاج السنة 4/ 9

والحديث الوارد في أهل الكساء في صحيح مسلم فيه معنى الحصر والقصر , لأنه صلى الله عليه وآله وسلم جمع الحسن والحسين وعلياً وفاطمة تحت الكساء وقال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي .. "

ولذلك فإن المعنيين بآية التطهير من أهل البيت هم زوجاته رضي الله عنهن و أهل الكساء على وجه الحصر.

ولا يدخل فيهم ذوو القربى الذين حرمت عليهم الصدقة لأنه لم يجرِ ذِكْرٌ لهم في الآية ولا في سياقها.

ولا يدخل فيهم ذرية أهل الكساء لمعنى القصر الوارد في الحديث , فإن قيل – كما هو ظاهر مراد الشريف حاتم – بل يدخلون , قيل: إذن يلزم من ذلك دخول أولاد علي رضي الله عنه من غير فاطمة رضي الله عنها كابن الحنفية وإخوته الآخرين كعمر ابن التغلبية , والعباس ابن الكلابية.!

والسادة الأشراف – فيما أحسب – لا يدخلون أبناء علي من غير فاطمة في معنى إرادة الله إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم؛ ولذلك استثنوهم من لقب " الشريف " وإن كانوا من بني هاشم ومن جملة أهل البيت.

ويلزم منه دخول ذرية فاطمة الزهراء من جهة بناتها كأبناء عمر من أم كلثوم بنت فاطمة , وأبناء أخواتها رضي الله عنهن وأرضاهن.

ويلزم منه أيضا أن يدخل فيهم أهل البدع من الرافضة والفرق الباطنية ممن ينتسبون إلى أحد الحسنين! فإن كان في الآية دليل على فضل أهل البيت وذريتهم إلى آخر الدنيا فكل هؤلاء المذكورين داخلون فيه. فتأمل!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير