تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نصيحة في آداب الحوار والاختلاف.]

ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[26 - Mar-2010, مساء 05:01]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أسوق إليكم مقالتي

أرغب بشدة أن أقول أن هذه المقالة ليس لها علاقة بشخص ولا بموضوع معين يخص هذا المنتدى الكريم وأنني كتبتها من فترة. وأنها نصح لنا قبل أن تكون لكم غفر الله لنا ولكم.

نصيحة ... !!

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

وبعد .. ،

كم من مرة تحدثتَ مع شخص فاختلفتما واشتد الخلاف في وجهات النظر، ثم بعد أن خلوت إلى نفسك وتفكرت في الحوار في تعقل وتروٍ وجدت أن كلاكما متفق في الرأي لكنكما اختلفتما في انتقاء الألفاظ وأسلوب العرض؟؟!

الشق الأول من الحادثة متكرر آلاف المرات .. كثيرا ما نختلف وكثيرا ما يشتد الخلاف ونحتد لنثبت وجهات نظرنا، وقد تصل حدة المناقشة إلى الخصومة.

الشق الثاني قليلا ما يحدث، أو فلنقل نادرا ..... أو إحقاقا للحق .... لا يحدث أبدا إلا ما رحم ربي وإلا ممن رحم ربي.

كم من مرة قرأت مقالة لشخص فظننت أنك ذكي وسريع البديهة وتستطيع التقاط الأفكار بسرعة وحنكة ومهارة فتقرأ أول كل سطر وتمر مرا غير كريما، بل قل مرا شحيحا على بعض أحرف بعض الكلمات من بعض الأسطر، ثم تبرق عينك في حبور وذكاء وتهتف: وجدتها!!

ثم تسارع في اتهام صاحب المقال ببعض التهم ثم تذهب لتأكل وتشرب وتضحك تاركا الكاتب يتميز غيظا ويشد شعر سوالفه ولا تكلف نفسك أيضا بقراءة رده أو سماعه، فكل كلماته دفاعا عن نفسه ولا داعي لمتابعة المرافعات الدفاعية طبعا، لأن النتيجة معروفة ومحسومة من قبل، فأنت الأذكى والأصوب والأكثر عقلا وفهما ورأيك صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيرك هو عين الخطأ ولا يحتمل أبدا الصواب ...... !!

هذا كثيرا ما نفعله جميعا، أنا وأنت وكلنا .... إلا من رحم ربي سبحانه ..

فكم من مرة تابعتُ نقاشا علميا محترما في مسألة محترمة ووجدت الردود خارج الموضوع وتنم عن عدم قراءة متأنية للكاتب أو عدم سماع منصت المتحدث ...

لماذا نشك دائما في قدرة الآخرين على إصابة الحق، ولا نشك للحظات قليلة في قدرتنا على الفهم؟؟

فالقراءة السريعة والاستماع بنصف أذن تنفع في كثير من الأحيان ولا شك وتختصر الأوقات .... إلا عند الاختلاف، فعند الاختلاف لابد أن نعود فنقرأ الكلام عدة مرات، ونعود فنستمع منصتين للحديث عدة مرات ثم نجزم بوجود اختلاف أو تضاد، ثم يأتي بعد ذلك مرحلة البحث عن صحة الرأيين بصورة موضوعية بدون تعصب شخصي.

فلو أولى كل مناقش أذنه وعينه لمحدثه وقرأ مرة بعد مرة وسمع الحديث مرارا وتكرارا وسأل الكاتب والمتحدث عن قصده ... - أقول لو – لأطحنا بربع الخلاف .. !!

وإذا لم يكن ثمَّ فرصة لسؤال المتحدث والكاتب عن قصده فأعملنا حسن الظن في الكلام – قدر المستطاع- لأطحنا بالربع الثاني من الخلاف ... !!

وإذا أعطى الإنسان نفسه فرصة ووقتا بعد النقاش ليفكر في الحوار وليتدبر ويفهم الكلام على حقيقته ومراد صاحبه لا على مراده الشخصي ولا يترك فرصة لنفث الشيطان، ولا يترك فرصة لحديث النفس غير السوي الذي يسارع بالاتهام قبل أن يسارع بالعذر ... لأطحنا بالربع الثالث من الخلاف ... !!!!

ويبقى ربع من الخلاف يطيح به حسن الخلق والبسمة وحسن الأدب في النقاش والاختلاف، ثم الود الواجب بين المؤمنين!!

فقد روى الترمذي عن جابر ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم صححه الألباني - صحيح الترمذي

ولا شك أن الاختلاف -لا الخلاف العادي- من أشد التحريش بين المصلين فالخصومة تنشأ في الأصل من الجدل وما يتبعه من التباغض وذلك منهي عنه شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا" السلسلة الصحيحة – قال الشيخ الألباني حسن لغيره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير