[مختارات من أمثال القرآن والسنة النبوية]
ـ[أبو أويس الكردي]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 05:36]ـ
الحمد لله وبعد فكنت قد حققت كتاب أمثال القرآن لابن القيم رحمه الله وبعد الانتهاء منه تبين لي أنه مستل من إعلام الموقعين، فاتجهت لجمع كلام ابن القيم المتعلق بأمثال القرآن من كتبه ثم رتبته على سور القرآن وسميته الجامع في أمثال القرآن وطبع في متكبة ابن تيمية بالقاهرة.
ثم تلوته ب ((الصحيح من الأمثال النبوية وشرحها)) وبذيله ضعيف الأمثال النبوية.
وطبع في معرض الكتاب الماضي ونفدت طبعته ابان انتهاء المعرض فلله الحمد والمنة.
وللفائدة أحببت أن أضرب بسهم في هذا الموضوع في هذا الموقع المبارك.
فبين يديك أيها القارئ مثل من أمثال سورة النور أنار الله قلوبنا بنور الهدى والإيمان اللهم آمين.
قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35]
الكلمة
معناها
مِشْكَاةٍ
هي الطاقة التي كانوا يجعلونها قديماً في الجدار، وهي فجوة غير نافذة يضعون فيها المصباح أو المِسْرجة، فتحجز هذه الفجوة الضوء وتجمعه في ناحية فيصير قوياً، ولا يصنع ظِلاً أمام مسار الضوء.
الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
المصباح هو الفتيل بناره، والمعنى أنه في قنديل من زجاج؛ لأن الضوء فيه أزهر، لأنه جسم شفاف.
كوكب دُرِّيٌّ
منسوب إلى الدّر؛ وهو: اللؤلؤ.
أو أصله (درّيء) بالهمز من الدرء، فقلبت الهمزة ياء، وأدغمت في الياء قبلها، والدرء: الدفع، ومعناه أنه يدفع الظلمة لتلألئه.
نُورٌ عَلَى نُورٍ
أي نور النار على نور الزيت.
يقابل نور الوحي على نور الفطرة.
مباركة
كثيرة المنافع
ما صح من المأثور
عن الحسن البصري، في قوله: {الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} قال: ككوّة. ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1))
وعنه في قول الله: {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قال: لو كانت في الأرض هذه الزيتونة كانت شرقية أو غربية، ولكن والله ما هي في الأرض، وإنما هو مثل ضربه الله لنوره. ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2))
قال ابن زيد، في قول الله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ} نور القرآن الذي أنزل على رسوله وعباده، فهذا مثل القرآن {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ} فقرأ حتى بلغ: {مُبَارَكَةٍ} فهذا مثل القرآن يستضاء به في نوره ويعلمونه ويأخذون به، وهو كما هو لا ينقص فهذا مثل ضربه الله لنوره. وفي قوله: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} قال: الضوء: إشراق ذلك الزيت، والمشكاة: التي فيها الفتيلة التي فيها المصباح، والقناديل تلك المصابيح.
قوله: (زيتونة لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) متيامنة الشام، لا شرقي ولا غربي. ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3))
عن عكرِمة، في قوله: {لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} قال: الشجرة تكون في مكان لا يسترها من الشمس شيء، تطلع عليها، وتغرب عليها. ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4))
المعنى الإجمالى
قال ابن القيم رحمه الله: ضرب سبحانه وتعالى النور في قلب عبده مثلاً لا يعقله إلا العالمون فقال سبحانه وتعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم}
قال أبي بن كعب: ((مثل نوره في قلب المسلم)) ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5))
¥