تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حب المدح وخطره على حبوط العمل]

ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:56]ـ

شهوه تدخل النار والعياذ بالله

منقول

ماذا لو ذهبت أعمالك الصالحة بسبب إطراء .. بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية لابد من الإقرار بنقصنا وأهليتنا للخطأ كبشر مقصرين ..

لذلك يجب علينا تجنب كل ما من شأنه التأثير على أعمالنا الصالحة وانتقاص ثوابها أو ربما إحباطها بالكامل والعياذ بالله ..

المؤمن يحاول جاهدا أن يتقرب إلى الله ويؤدي ماعليه من حقوقٍ تجاه مولاه .. ولكن ..

هل ينتهي دورنا بتأدية العبادات .. !

وهل تاكدنا من صلاح اعمالنا وقبولها عند الله ..

هل تاكدنا من درجة إخلاصنا في العمل ..

وهل تأكدنا من إكتمال العمل وإتقانه ..

هل تجنبنا أسباب نقص ثواب الاعمال أو فسادها والعياذ بالله ..

أمور كثيرة تجعل المرء في خوفٍ على نفسه وعلى أعماله الصالحة ..

فكيف بهذه الاعمال المشوبة بالنقص والاخطاء البشرية اللامنتهية (من غفلة في القلوب وضعفٍ في التفكر ومن استكثارٍ للعمل الصالح مما يصغره عند الله ومن تهاونٍ في الكثير من سقطات اللسان المهلكة وغير ذلك من صور التقصير والذنوب الكثيرة) والتي لولا رحمة الله ومغفرته ومضاعفته للحسنات وتجاوزه عن الكثير من الاخطاء والسيئات ما بلغت أعمال المرء الصالحة شيئا يستحق الذكر ..

لكنها برحمة الله تبلغ .. وبتيسيره على عباده تبلغ .. وبمغفرته لهم عن الكثير والكثير تبلغ ..

وليس بأهليتنا .. فلسنا إلا اهل نقصٍ وتقصير ..

فكيف بهذه الاعمال المشوبة بالكثير من النواقص تتوج بالشرك

عن طريق إضافة الرياء إليها والعياذ بالله ..

والمصيبة تكمن فيمن يعزز الرياء في نفسه بالتهاون فيه و استدعاء مسبباته

فليس المحك تأدية العمل .. بل الإخلاص فيه وإتقانه و المحافظة على ثوابه ..

ومدافعة محبطاته وبذل أسباب المحافظة عليه حتى نكون جديرين برحمة الله ..

فلا يجدر بأحدنا ان يتلقى الإطراءات على أعماله الصالحة بكل فرح وسرور

دون أن يستشعر نفورا في دواخله من ذلك وكرها له ويتوقع فساد عمله وضياع ثوابه

عليه ان يطرد مشاعر الفرح ويدافعها ويبتعد عن أسباب حضورها في نفسه ويتذكر أن عمله لله ..

جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب أن (من ابتدأ العمل لله ثم طرأ عليه الرياء فإن (كرهه) و (جاهده) و (دافعه) صح عمله وإن (استروح) إليه و (سكنت) إليه نفسه فقد نص أكثر أهل العلم على بطلانه)

وجاء أيضا أن من عمل عبادة قصد بها الله والناس فعمله حابط كما جاء في الحديث القدسي: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " رواه مسلم)

فالله الله في أنفسنا وفي أعمالنا ..

والله الله في مجاهدة النفس وتجنب أسباب الشرك ..

ولنتأمل حديث النبي لأبي بكر رضي الله عنه،وذلك أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ: هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، هَلِ الشِّرْكُ أَنْ لا يجْعَلَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ: ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ - أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ - قُلْ: اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ

أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ

فمن كان حريصا على عمله الصالح فليجتهد في إخفائه وكتمانه إلا ان يكون في إظهاره

مصلحة كأن يمثل قدوة حسنة لغيره أوليشجع على عمل الخير والدعوة إليه مع مراعاة أن يكون الشخص قوي الإيمان قادرا على مدافعة الرياء وطرده من قلبه حتى لا يفسد عمله ..

فما قيمة عملٍ يذهب حاصله للناس في مقابل بضع كلمات رخيصةٍ يمتدحك الآخرون بها

ليحرموك ماهو خير من الدنيا ومافيها .. ألا وهو (الثواب).

إذن لنجتهد إخوتي في الله في إقفال هذا الباب .. وتجنب مسببات فتحه من جديد ..

وإيانا والتساهل فالأمر جد خطير .. ومن كان محبا لأخيه فليحفظ له عمله ولا يفتح له بابا

للرياء بكثرة الإطراء .. وخاصة تجاه من نعلم في قلوبهم ضعفا وتأثرا بالإطراء ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير