[نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا]
ـ[ابو ياسر الجزائري]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[نجاحنا و قوتنا في و حدتنا على عقيدتنا و منهجنا]
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة والسلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين.
إنّ مما تعاني منه الأمة الإسلامية , التفرق و الاختلاف في عقيدتها و منهجها الذي أدّى إلى الضعف و التعصب و التقليد و اتباع العوائد السيئة التي كانت سبباً في تمزيق الأمة شيعاً و أحزاباً, و كلُّذلك أثّر في وحدة الأمة , و ساهم في تمزيقها و تشتيتها و تفريقها و إضعافها , وزوال مكانتها و هيبتها بين الأمم.
إنّ هذه المنهجية الخاطئة أدت إلىظهور الفرق , و اختلاف المناهج و العقائد و التصورات و القيم ,لأنّ أصحاب هذاالمنهج الفاسد قدّموا أهواءهم على الشرع , ثم حاولوا جاهدين أنْ يستدلوا علىأهوائهم و تفرقهم بتحريفهم للنصوص و الأدلة الشرعية لتوافق ما هم عليه من البدع والأهواء , و اعتمدوا على آرائهم و عقولهم في تقرير ما هم عليه من الباطل.
إنّ اتباعالأهواء شتت جهوداً ضخمة , و أمرض قلوباً كانت حية , و نتج عن تفشيه نتائج و خيمة وأمور جسيمة.
و إذا كانت هذه الفرقة هي طريق الانحطاط التي كان لها الأثر المباشرفي تمزيق الأمة و تفريقها و اختلافها , ففي اتحاد الأمة و اتفاقها على أسس متينة مندينها و اعتصامها بكتاب ربها , و سنة نبيها و تحقيق الأخوّة الإيمانية فيما بينها , قال تعالى:"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ "
(103 سورة آلعمران)
و قال تعالى:"إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
(10 سورةالحجرات)
فهذا الإسلام بعقيدتهالصحيحة و منهجه السليم , جعل الأمم و الشعوب التي دخلت فيه أمة واحدة مترابطةترابط الجسد الواحد , لا فرق بين العربي و العجمي ,إلا بالتقوى , قال تعالى:" {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْشُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
(13سورة الحجرات)
و قال – صلى الله عليه و سلم-:"ألا فضللعربي على أعجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلابالتقوى" (رواه الإمام أحمد و إسناده صحيح)
و قال- صلى الله عليه و سلم -:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"
(متفق عليه)
و قال – صلى الله عليه و سلم – لاتباغضوا و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا و كونوا عباد الله إخوانا كماأمركم الله , و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام "
(متفق عليه)
قال الشيخ ابن عثيمين– رحمه الله – في شرح الحديث:" لا تسعوا بأسباب البغضاء , و إذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكمفاحرصوا على إزالته و قلعه من القلوب "
(شرح الأربعين النووية ص 484)
و قال الإمام ابن دقيق العيد – رحمه الله -:"أي تعاملوا و تعاشروامعاملة الإخوة و معاشرتهم في المودة و الرفق و الشفقة و الملاطفة و التعاون فيالخير مع صفاء القلوب و النصيحة بكل حال "
(المصدر نفسه ص 498)
و قال العلاّمة السعدي – رحمه الله -:" فعلى المؤمنين أن يكونوامتحابين متصافين غير متباغضين و لا متعادين , يسعون جميعاً لمصالحهم الكلية التيبها قوام دينهم و دنياهم , و لا يتكبر شريف على وضيع , و لا يحتقر أحدٌ فيهم أحداً" (المصدر نفسه ص 499)
و قال – صلى الله عليه و سلم -:" لا تختلفوا فإنّ مَنْ كان قبلكم اختلفوا فهلكوا "
(رواه البخاري)
إنّ المنهج النبوي هو طريق الوحدة والتعاون و التآخي بين المسلمين , و الاجتماع على البِر و التقوى طريق أهل السنة والجماعة , الذين التزموا في كافة أمورهم بما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – و أصحابه مِنْ بعده , عقيدةً و منهجاً و علماً و سلوكاً و أخلاقاً و آداباً و عبادةو معاملة.
و الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة, هما الميزان على الأقوال و الأعمالو المعتقدات و المناهج , و لا يتم اللقاء إلا بالإيمان بهما و تطبيقهما.
¥