كلمة شهريّة لفضيلة الشّيخ محمّد علي فركوس -حفظه الله-: ضوابطُ الأسماء المنهي عنها.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 06:05]ـ
http://www.ferkous.com/image/gif/M.gif
ضوابطُ الأسماء المنهي عنها ( http://www.ferkous.com/rep/M51.php)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فالمعلومُ أنّ الأسماءَ والألقابَ والكنى تدخلُ في بابِ العاداتِ والمعاملاتِ، والأصلُ فيها الحِلُّ والجوازُ، ولا يُنتقل عن هذا الأصلِ إلاَّ إذا قام الدليلُ على المنع والتحريم، ومن ضوابط الأسماء المستثناة من الأصل التي تندرج تحت حكمِ التحريم أو الكراهة ما يلي:
- ما كان فيه شركٌ كالتعبيدِ لغير الله تعالى: ک «عبد العزى»، «عبد الكعبة»، «عبد هبل»، «عبد الرسول» و «عبد الزهير».
- وما كان خاصًّا بالله تعالى ولا تليقُ إلاَّ به: مثل «الرحمن» و «القدوس» و «المهيمن» و «الخالق»، ويلحق بها «ملك الأملاك» (1) و «قاضي القضاة».
- وما كان من أسماءِ الشياطين: ک «إبليس» و «شيطان» و «الأعور» و «الولهان» و «خنزب».
- وما كان من أسماءِ الفراعنةِ والجبابرة: مثل «فرعون» و «هامان» و «قارون».
- وما كان خاصًّا بأسماء القرآن: ک «فرقان».
- وما كان من الأسماء خاصًّا بالكفَّار: ک «جورج» و «بولس» و «بطرس» و «يوغرطة» و «ماسينيسا».
- وما كان من الأسماء فيه تزكية: ک «برَّة» (2) و «إيمان» و «إسلام» و «أبرار» و «تقوى»، ومن الألقاب: «محيي الدين» و «عماد الدين» و «ركن الدين» لأنّ فيه تزكيةً وكذبًا. ومن ذلك -أيضًا- الألقابُ الحادثة التي يقصد بها آيةٌ خارقةٌ للعادة مثل: «حُجَّة الله» و «آية الله» و «برهان الدين» و «حُجَّة الإسلام» لأنَّه لا حجَّة لله على عباده إلاَّ الرسل، ومن هذا القبيل -أيضا- التسمي ب «سيِّد الناس» أو «سيِّد العرب» أو «سيِّد العلماء» أو «سيِّد القضاة».
- وما كان من الأسماء فيه ذمٌّ وقُبح وذِكرٌ سيءٌ مثل: «حَزَن» و «شِهاب» و «ظالم» و «ناهد» (3) و «غادة» (4)، و «كاهن» أو «كاهنة»، و «عاصية» (5) و «جهنَّم» و «سعير» و «سَقَر» و «حُطَمة» و «الأعور» و «الأبرص» و «الأجرب» و «الأعمش» ونحو ذلك.
- وما كان من الأسماء التي يُحتمَل فيها التشاؤمُ بنفيها مثل: «نجيح» و «بركة» و «أفلح» و «يسار» و «رباح» (6).
- ويُكره التسمي بأسماءِ الملائكةِ مثل: «جبريل» و «مكائيل» و «إسرافيل» لكونها أسماءً خاصَّة بهم، ويرتقي الحكم إلى الحرمة إذا سُمِّيت البناتُ بأسماء الملائكةِ مثل: «ملاك» و «مَلَكَة» لما فيها من مضاهاة المشركين في جعلهم الملائكةَ بناتِ الله.
فإذا خلت الأسماء من جملة ضوابط الأسماء المندرجة تحت حكم التحريم والكراهة السالفة البيان فلا أعلم ما يُخْرِجُ التسميةَ بالشهور والمناسبات الدينية أو الفَصْليةِ عن الأصلِ المبيح إذا قُصد بها تمييزُ شخصٍ عن غيره لحدوثِ التزامنِ والتطابق، اللهمّ إلاّ إذا تعلّقت بها عادةٌ منكرةٌ أو اعتقادٌ فاسدٌ فيُمنع من أجله، وقد كان من شأنِ العرب في تسميةِ أولادها بأسماءِ الجمادِ والحيوانِ وبعضِ الشهور مثل: «جبل» و «صفوان» و «صخر» و «جعفر» و «بدر» و «قمر» و «نجم» و «ثريا» ومن أسماءِ الحيوان مثل: «أسد» و «ليث» و «فهد» و «ثعلب» ومن الشهور مثل «الربيع» (7) ومنه «سعد بن الربيع» (8) و «أبو العاص بن الربيع» (9) حيث كانوا يقصدون من وراء هذه الأسماءِ تمييزَ شخصٍ عن غيره أولاً، والتطلعَ -ثانيا- إلى تحقيقِ الملازمةِ الوصفيةِ الكامنةِ في الاسمِ مستقبلاً في سلوكِ الولد وسيرته، تلك الوصفيةُ التي تدلُّ على معانٍ جميلةٍ وجليلةٍ كالقوَّة والشجاعةِ والعلوِ والتدبيرِ والتفكيرِ والوفاءِ والصلابةِ والشهامةِ والأمانةِ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه في مواقف العزَّة والحروبِ.
¥