تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جواب محقق للشيخ الطريفي عن مسألة الغناء]

ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:39]ـ

على الألوكة الأم:

http://www.alukah.net/Sharia/0/23267/

بالنسبة لسؤال الأخ عمر في هذه المسألة، وهي ما تتعلق بمسألة الغناء وكثر الكلام حولها في الزمان المتأخر.

أولاً: هذه المسألة من المسائل الواضحة البينة:

والحقيقة أن الإنسان يعجب ويحتار من كثير من الأطروحات التي تطرح في وسائل الإعلام.

ومن نظر إلى النصوص لم يجد مناصا ولا مفرا من القول والقطع والجزم بتحريم الغناء ويكفي في ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي مالك وأبي عامر الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".

فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المعازف، وهذا الخبر خبر صحيح لا إشكال في صحته، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح كالشمس، ولم يستطع أحد من المتأخرين أن يتكلم عليه بإعلال.

وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري، وجاء أيضاً من غير هذا الوجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنص بتحريم شيء من آلات الطرب؛ كما جاء عند الإمام أحمد في كتابه المسند من حديث علي بن بديمة عن قيس عن عبدا لله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرم علي الخمر والميسر والكوبة"؛ قال علي بن بديمة: "الكوبة الطبل".

وكذلك أيضا ما ظهر في كلام الله سبحانه وتعالى ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? [لقمان: 6] قال غير واحد من المفسرين من الصحابة كعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وكذلك عبد الله بن مسعود عليهم رضوان الله تعالى القول بتحريم الغناء بناء على هذه الآية وأن لهو الحديث هو الغناء.

وقد جاء هذا بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس وجاء أيضا عن عبد الله بن مسعود كما روى ابن جرير الطبري في كتابه التفسير عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى قال: "والله الذي لا إله إلا هو إن لهو الحديث لهو الغناء".

وعبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى هو من أئمة القراءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح خذوا القرآن عن أربعة، وذكر منهم عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى.

وهو من هو في هذا المقال، بل قد جاء عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى أنه سأل أصحابه أي القراءة عندكم أقوى، قالوا: قراءة عبد الله، يعني عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى، وهذا عبد الله بن عباس شاهد عن أصحابه.

وكذلك جاء عن جابر بن عبد الله كما رواه ابن جرير الطبري عن جابر بن عبد الله أنه قال: "لهو الحديث في هذه الآية هو الغناء".

وكذلك أيضا جاء عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى وعن غيره من السلف من كبار المفسرين كعكرمة وكذلك قتادة وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وعلي بن بديمة وكذلك عطاء وغيرهم من أئمة السلف، ولا أعلم في هذا خلافاً عندهم في أن المراد بهذه في هذا الموضع أن المراد به الغناء.

ويكفي في هذا أن عبد الله بن مسعود -عليه رضوان الله تعالى- الذي أقسم أن المراد بهذا اللهو هو الغناء هو الذي قد قال كما جاء في البخاري ومسلم: "والذي نفسي بيده لا أعلم سورة في كتاب إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولا أعلم آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولو كنت أعلم أحداً أعلم مني بكلام الله تبلغه الإبل لأتيت إليه".

والمراد من هذا أن لديه من العلم والكمال في هذا الباب ما لم يتحقق عند كثير من الناس.

والعجب في ظهور هذه الأقوال الشاذة مع ظهور هذه الأدلة.

كذلك أيضا إجماع كثير من الأئمة من السلف؛ فمن نظر إلى الغناء يبدو لي أن هذه المسألة هي بالظهور والأمر الواضح البين حتى إن كثيرا من العلماء يحكون الإجماع.

وأذكر أني وقفت على أكثر من خمسين عالماً لا ينص على التحريم بل يحكي الإجماع.

فمسألة الإجماع، يعني أن العلماء قد تتبعوا المسائل وعرفوا الشاذ منها وغير الشاذ المعتبر وغير المعتبر، وهذا في سائر المذاهب الفقهية الأربعة كالإمام أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير