[نصيحة لمن يقوم بواجب الدعوة إلى الله بحق]
ـ[ابن عقيل]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[نصيحة لمن يقوم بواجب الدعوة إلى الله بحق]
من باب التناصح الواجب بين المؤمنين اكتب هذه الكلمات وأسال الله أن تكون نافعة لما نصبو إليه في سبيل الدعوة إلى الله على بصيرة.
فوعظ الناس وتذكيرهم بالحق المنزل من رب السماوات والأرض هي منزلة عظيمة أصطفى لها الله خير الناس وهم أنبياءه ورسله صلوات ربي وسلامه عليهم.
فمن تحمل هذه المسئولية الجليلة في هذه الأزمان لا بد له من أن يتبع خطى هولاء الشرفاء المرسلين من رب العالمين ويتلمس طريقتهم ويتكلم بكلامهم ويتشبه بهم في سماتهم.
والداعي إلى الله لا بد أن يعلم بأن هذه الدعوة ثقيلة على الناس المدعوين وقد سماها الله بذلك قال ربنا جل في علاه {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} , فالقَبول لها ليس سهلاً ولذلك أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ. وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ. وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ".
فليس هذا بسبب تقصير هولاء الأنبياء حاشاهم عليهم الصلاة والسلام , ولكن لبيان أن الواجب هو دعوة الناس بالحق وليس دخولهم في هذا الحق فهذا ليس على الداعي ولكنه بيد الله الهادي من شاء من عباده.
لذلك يجب على الداعي إلى الله , ألا ينتظر قَبول الناس لما يدعوهم إليه وكذلك يجب عليه التأكد من أنه يدعوهم إلى الحق المنزل من عند الحق سبحانه وليس إلى ما يحبه الناس ويوافق أهوائهم , وهذه عادة المصلحين فهم ينشرون الحكمة فإن قبلت فالحمد لله وإن ردت فالحمد لله قال تعالى {إن عليك إلا البلاغ}.
وقوله عليه الصلاة والسلام: " فوالله لأنْ يَهدِيَ الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم " متفق عليه " دليل على أن المقصود بيان الحق للناس , وليس المقصود عدد القابلون لهذا الحق , فإن قبله ولو رجلاً واحداً فهو للداعي خير من حمر النعم هي كناية عن الخير الكثير الذي لا أعظم ولا أفضل منه.
فالواجب على الدعاة إلى الله أن يروا ما هي الدعوة التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يأمروا ويدعوهم إليها قال تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وقال عليه الصلاة والسلام: " فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى ". متفق عليه
والحمد والمنة لله بأننا في بلاد ينتشر فيها التوحيد ويختفي فيها الشرك, ولكن هناك الوسائل المفضية لهذا الذنب العظيم الذي لا يغفره الله والله المستعان فيجب تحذير الناس من هذه الوسائل بكشفها وبيان المروجين لها.
ومن أهم هذه الوسائل البدع المنتشرة بين الناس من دعوة لتعظيم الآثار أو أحياء الموالد البدعية أو الشبهات والشهوات المنتشرة من خلال المحطات الفضائية.
قال عليه الصلاة والسلام في وصف الغرباء: " هم الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَتِي "
فمن الحكمة التي مأمور بها الداعي إلى الله في قوله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} بأن يدعو الناس لما فيه صلاح حالهم وما يخصهم في الدين والدنيا , فلا شك بأن الطبيب الحكيم أذا جاءه المريض فهو يصف له الدواء النافع لحالته ولا يكون حكيماً إن وصف له الدواء الذي يعالج مرض شخصاً أخر.
فالحكمة تأبى من الدعاة أن يعملوا على إشغال الناس المدعوين, بمشاكل العصر السياسية والدولية , فالناس لا حيلة ولا يد لهم فيها, كذلك إشغالهم بالكتب الفكرية التي قطعاً لا تلاءم جميع المدعوين لتفاوت مداركهم , فالأولى توجيه الناس بما يصلح من أحوالهم في الآخرة قبل الدنيا وبما يكفهم عن المعاصي والآثام وبما يعرفهم بسنة المصطفى خير الآنام صلى الله عليه وسلم.
فالواجب تذكير الناس بالتوحيد المنجي من النار بأنواعه الثلاث بشرح مبسط ثم التعريف بسنة سيد المرسلين وهي سفينة النجاة من الأهواء والفتن دقيقها وجليلها المستحبة قبل المؤكدة والواجبة منها لقوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه
وكذلك تذكير الناس بيوم المعاد بما صحت به الأخبار النبوية الثابتة عن رسول الهدى عليه الصلاة والسلام وذلك لشيوع الغفلة بين الناس هذه الأيام والله المستعان.
الخلاصة وأعتذر عن الإطالة:
يجب تذكير الناس بمنهج السلف وبالعقيدة الصحيحة وبالولاء والبراء على مفرداتها , لأن المشككين فيها من خلال المحطات الفضائية كثر هذه الأيام وبعضهم من يتلبس بلباس السنة وهو يوالي المبتدعة وغيره يزهد في تقرير مذهب السلف في الصفات وأخر ينكر عذاب القبر بل هناك من يدعو للإستغاثة بالقبور وما خفي أعظم والله المستعان.
فبيان السنة يا أهل السنة أوجب الواجبات هذه الأيام, والسنة أعني بها سنة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام البررة في العقيدة والعبادة.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
كتبه
ابن عقيل
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات
¥