[آداب ومصطلحات نقل كلام العلماء وغيرهم وعزوه، في التآليف والتعاليق وغيرها]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 08:57]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه؛ وبعد.
لربما قال قائل من الواقفين على عنواني هذا (آداب ومصطلحات نقل كلام العلماء وغيرهم في التآليف والتعاليق وغيرها): أما ألاداب فأي شيء يراد من بيانها؟! وأي حاجة إلى مثل هذا البيان؟! أليس يكفي في مثل هذا الباب أن يقال: ليس ثم أكثر من شرطين لنقل كلماء العلماء، أما أولهما فالأمانة، وأما ثانيهما فالحكمة؟!
فأقول جواباً على هذا السؤال الذي قدرته: هذا صحيح؛ ولكن كثيراً من الناس تشتبه عليه الأمور حتى ربما ظن بعض الخيانة أمانة وحسِب بعض اللعب حكمةً، وما كل كاتب وقارئ عنده من الحكمة والبصيرة ونفاذ الرأي ما يكفي معه الإجمال وينجع معه الاختصار، ولولا ذلك لكان أكثر هذا التطويل الذي غرقت فيه علوم الناس قديماً وحديثاً زائداً وباطلاً، وحاشاه أن يكون كذلك.
إذن الأصل أن التفصيل هو الأنفع والأنسب ولو خالطه أحياناً شيء من تكرار أو حشو أو زيادة.
ثم إن هنا أمرا آخر، وهو أن صناعة الكتب صناعة عريقة عتيقة، لها أصولها وقواعدها واصطلاحاتها، ولا ينبغي لمن أراد أن يشارك أهل هذه الصناعة فيها أن يجهل ظواهرها وخوافيها، ولا أن تكثر مخالفاته لهم في اصطلاحاتهم وطرائقهم، ولا سيما في ما صار إجماعاً أو كالإجماع.
ولذلك كله أردت إفراد هذا الموضوع بهذه المقالة، وإن كان الموضوع يحتاج – عند عارفي أهميته - إلى إفراده بالتصنيف والدراسة الوافية العميقة المستوعبة، ولكن طرق بابه في مثل هذا المنتدى لن يخلو من فائدة، وما لا يدرك كله لا يترك.
وموضوعنا هذا هو في الحقيقة باب من أبواب أصول التأليف والتحقيق، وأوثق مراجعه وأقربها وأقدمها هي كتب المحدثين رحمهم الله تعالى وجزاهم عن الدين وأهله خير الجزاء، وهل يوجد في الدنيا علم يحتاج إلى نقل إلا وقد عظم انتفاع أهله بعلم الحديث؟! وهذه بعض بركات السنة النبوية المشرفة المطهرة؛ ومن مراجعه الحديثة كتب أصول التحقيق، وأما علم أصول التأليف فما أقل التآليف فيه!.
إن هذا الموضوع ذو شأن عظيم، وهو يحتاج إلى مزيد من التأصيل والتفصيل والتحرير.
متى يجب نقل الكلام المنقول بلفظه دون معناه؟
متى يكفي النقل بالمعنى وما هي اصطلاحاته؟
متى يجوز اختصار الكلام المنقول.
هل يذم بتر الكلام؟
هل يجب عند نقل الكلام بيان مناسبته ومقام إيراده؟
ما النقد المتجه إلى طريقة الجامعات في العزو وغيره؟
ما هي رموز ابتداء النقل وانتهائه؟
إذا رجح محقق الكتاب ما ليس راجحاً وترك الراجح من أصوله فكيف ننقل تلك العبارة من ذلك الكتاب؟
هل يجوز النقل عن أهل الكتاب والكفار؟
هل نعتمد تحقيقات المستشرقين الكفار للكتب الإسلامية؟
هل نثق بنقول هؤلاء فننقلها عنهم؟
متى يسوغ إهمال نسبة الكلام إلى قائله؟
هل يعاب نقل الكلام عن عالم وقد سبقه إليه غيره؟
هذه أمثلة وغيرها كثير،، فلنبدأ الآن بذكر ما يخطر بالبال من آداب نقل كلام أهل العلم وعزوه، مشفوعة بشرح الاصطلاحات المستعملة في ذلك، والله الموفق.
الأدب الأول: الأمانة
هذا الأدب هو أول الآداب وأكبرها وأخطرها ورأسها وأساسها، هو رأس مال الكاتب والعالم، ومن لم يتحلَّ به فقد خسر نفسه ولم يلتفت الناس إلى ما يكتبه، ثم لا بد أن يفضحه الله عاجلاً أو آجلاً.
ويوجد من الأمثلة المتكاثرة في كلام نقاد الحديث وغيرهم من الأئمة والعلماء وفي تأصيلاتهم ونقدهم لمخالفي الحق من أهل الروغان والزيف والزيغ والزور والكذب والبهتان وفي ردودهم عليهم ما لا خفاء به ولا قلة، وذلك يغنينا عن ضرب بعض المُثل في مثل هذا الموضع فإن الاقتضاب به أليق.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:02]ـ
جزكم الله خيراً وأحسن إليكم، ونحن في متابعتكم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:41]ـ
أحسن الله إليك أخي الشيخ الكريم محمد، ونفع بك، وكلام طيب جميل، نسأل الله أن ينفع بهذا الجهد الطيب.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 10:50]ـ
أحسن الله إليك أخي الشيخ الكريم محمد، ونفع بك، وكلام طيب جميل، نسأل الله أن ينفع بهذا الجهد الطيب.
بارك الله فيك يا شيخ وليد، وأكرمك الله ونفع بك.
ولعل بعض الأخوة يسرد لنا أو يصف لنا ما أُلف من كتب في أصول التأليف وقواعده، سوى كتب أصول التحقيق.