تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هديتي إليكم تفريغ سلسلة يانفس جدي لشيخنا ابي إسحاق الحويني]

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 09:30]ـ

[هديتي إليكم تفريغ سلسلة يانفس جدي لشيخنا ابي إسحاق الحويني]

سِلْسِلَة مُحَاضَرَات

مَدْرَسَة الْحَيَاة

(يَانَفْس جِدِّي)

فَضِيْلَة الْشَّيْخ

أَبِي إِسْحَاق الْحُوَيْنِي

حَفِظَه الْلَّه

الْمُحَاضَرَة الْأَوَّلِي

دَرَسُنَا هَذَا الْمَسَاء سِلْسِلَة بِعُنْوَان مَدْرَسَةُ الْحَيَاة وَكُنْتُ قَدِيْماً مُنْذ نَحْو عَشْر سَنَوَات أَرَدْت أَبْتَدِئ هَذَا الْدَّرْس الَّذِي هُو عِبَارَة عَن تَجَارِب الْعُلَمَاء وَالْحُكَمَاء وَالْخُلَفَاء وَالْوُزَرَاء فِي شَتَّى أُمُوْر الْحَيَاة الُمخْتَلِفَة، وَالَّذِي نُسَمِّيَه نَحْن بِالتَّجْرِبَة فَإِن الْتَّجْرِبَة مِن أَعْوَنِ مَا يُعِيْن الْعَبْد عَلَى تَأَمَّل الْأَحْدَاث الْجَارِيَة، وَمَا مِن حَدَثِ مَضَى إِلَّا وَالَّذِي يَأْتِي شَبِيْه بِه مَع اخْتِلَاف الْشُّخُوْص، إِنَّمَا يَحتَاج الْمَرْء إِلَى تَأَمُل لَيُدْرِك الْعِبْرَة وَالْعِظَة فِيْمَا مَضَى لِيَسْتَعِيْن عَلَيْه فِي حَيَاتِه الْحَاضِرَة.وَكَان عَلِي بْن أَبِي طَالِب قَد لَخَص بِقَوْلِه: (وَاسْتَدَل عَلَى مَا لَم يَكُن بِمَا كَان فَإِن الْأُمُور اشْتِبَاه)

إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.

أَمَّا بَعد.

فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.

فهذا هو الدرس الأول من دروس مدرسة الحياة ونشرح فيها كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله تعالى- وهو يوافق السادس من شهر رمضان لسنة ألف وأربعمائة وثلاثين من هجرة خير من وطئ الحصى وقد اخترت خاطرة ماتعةً لا يفقهها إلا صاحب ذوق وليس هذا كلامي إنما هو كلام مصنفهما بن الجوزي- رحمه الله تعالي- من كان له ذوق

الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفُنُوْنِ: جودة الفهم، وهذا هو المقصود بكلمة الذوق عندما يطلقها كل أصحاب الفنون سواء كان في علم السلوك، حتى الصوفية مثلًا يسمون الذوق هو الوجد، أن تفهم عنه فهمًا صحيحًا، وأصحاب علوم الآلات كعلوم الفقه والحديث والتفسير يسمون هذا أيضًا كلما ارتقى المرء في باب الفهم وجودته يسمونه صاحب ذوق.

الْمَقْصُوْدُ بِالْذَّوْقِ فِيْ عِلْمِ الْحَدِيْثِ:وهذا يتجلى عندنا أكثر في علم الحديث، كلما استتمت ملكة المرء تكلم بكلام يراه المبتدئ في الفن تناقضًا، لكن إذا علا ذوقه علم أنه كان ناقص الفهم.وهذه الخاطرة اخترتها بعناية أن تكون في مطلع شهر رمضان وأرجوأن ينتفع بها العالم والجاهل وطالب العلم وغيره، لأن طالب العلم أو العالم مهما علا في منصبه فإنه يحتاج دائمًا تذكير غيره له، وكلما سُدد المرء في الفهم تلقى كلام غيره بأذن مشتاقةٍ لا بأذنٍ ناقدة ,أحيانًا يدخل بعض طلبة العلم وأنا كنت متلبسًا بذلك قبل هذا، أدخل في أي خطبة الجمعة وأسمع الخطيب بأذن ناقدة، ممكن أقول أنه ليس جيد ولم يعرف أن يأتي بها، لو أنا كنت أتيت بها صح، لو أنا كنت وضعت الدليل الفلاني الذي فاته مثلًا، وأخرج من الخطبة وأقول هذا الإمام ضعيف المستوى، لماذا ضعيف المستوى لأنني سمعته بأذنٍ ناقدة، فلما وقعت لي واقعة وسأحكيها للعبرة، وأسأل الله ألا يجعلنا عبرة بل يجعل لنا عبرة، لكن أنا اعتبرت بهذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير