تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[افتوني جعل الله مثواكم الفردوس الاعلى من الجنة]

ـ[الشاكر]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 08:49]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما اريد فتوى في موضوع الاستبراء من النجاسة هذا الموضوع يسبب لي الكثير من المشقة والحيرة وايضا الكثير من الاسراف في الماء وحتى لا اطيل اريد ان اعرف ماذا يفعل المسلم في الامور التالية:

1 - اذا وجد بستمرار سائل متجمد اقل من قطرة على مخرج البول اكرمكم الله وماذا يفعل في الثوب والبدن وخاصه مع العرق قد يلامس هذه القطرة وتنتشر.

2 - اذا وجد طفل وقد تبول على ملابسه في حجرة بها اثاث من كنب وغير هل يغسل كل مكان شهد فيه مع تيقن انه لا بد ان هذا البول قد لامس شياء من الحجر ولا كن لا يعلم اين.

3 - سرير النوم والفراش الذي يجامع عليه المرء زوجته والكل يعلم ما يلامسه من سوائل

ثم يأتي في اليوم التالي وينام على هذا الفراش وجسمه وثوبه مبتل من الوضوء قبل النوم ثم يستيض وقت الصلاة ويتوضا ويذهب الى المسجد فما حكم فعل ذلك

لقد قرأت ان بعض اهل العلم يرى بالعفو من يسير البول هل في الاخذ بهذا القول شي خاصة انه سوف يحل لدي الكثير من الوساوس

اعتذر عن الإطالة ولكن يعلم الله كم اواجه من المشقة في هذا الامر مع علمي ان الدين يسير

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 10:02]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله فيك أخي الكريم ينبغي قبل أن أذكر جواب ما سألت عنه أن تعرف أمرين:

الأمر الأول: أن شريعتنا مبنية على اليسر ورفع الحرج في جميع أحكام الشريعة.

الأمر الثاني: أن شريعتنا وسط بين اليهود والنصارى في باب الطهارات فهم ليسوا كاليهود في التشديد فيها الذين شدد عليهم في ذلك حتى أمروا بقرض الثوب المتنجس ومجانبة الحائض في المؤاكلة والمضاجعة، وليسوا كالنصارى في التساهل فيها وملابستها؛ بل نحن مأمورون باجتناب النجاسة مطلقا وبرفع الحدث الأكبر ورفع الحدث الأصغر عند إرادة فعل تشرع له الطهارة.

الأمر الثالث: أن خير الهدي هدي النبي (ص) ففعله هو الاحتياط وهو المشروع وليس الاحتياط بالتشديد على النفس ومخالفة السنة وعليه فالمرء مطالب بالعلم بسنة النبي (ص) في هذا الباب؛ لأن العلم هو أقوى سلاح يرد به وسواس الشيطان، وإنما يوسوس الشيطان غالبا لمن كان جاهلا بأحكام الشريعة.

الأمر الرابع: أن يعلم المسلم أن الشيطان له طرق كثيرة في إغوائه ومنها وسوسوته له في مسائل الطهارة وله في ذلك عدة سبل وحجج يوردها في ذهن المسلم كأن يوسوس له بأن هذا هو الأحوط والأبرأ للذمة، أو ينسيه ما تلفظ به أو فعله فيرهقه بإعادة ذلك مرارا وتكرارا، أو يوسوس له بأنه أصابته النجاسة، وعليه فالمسلم مطلوب منه التعوذ من الشيطان وعدم الاسترسال في الوساوس وتتابع الخطرات وذلك أن للشيطان خطوات وقد نهانا الله عز وجل عن اتباعها فقال سبحانه: {يأيها لذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشآء والمنكر ولولا فضل لله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشآء والله سميع عليم}

الأمر الخامس: قد وضع أهل العلم قواعد في هذا الباب منها:

1 - قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) ويراد بها أنك إذا تيقنت الطهارة فلا يزول هذا الليقين إلا بيقين مثله وإلا فالأصل هو البقاء على اليقين.

2 - (الأصل في الأعيان الطهارة) وهذا يشمل الأرض والملابس والفراش والحيوانات وغيرها.

3 - (كل ما يمكن الاحتراز عن ملابسته معفو عنه) وما لا يمكن الاحتراز عنه قد يكون:

- للمشقة كمن به حدث دائم كسلس البول والمستحاضة فهلؤلاء قد تسامح الشرع معهم.

- وقد يكون لعموم البلوى كما يحدث في حق عموم الناس من الابتلاء بالقيح من الدمامل ونحوها فهو معفو عنه أيضاً.

ولذلك قال النبي (ص) في الهرة: " إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات " أخرجه الخمسة بسند صحيح من حديث أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -

ومن هذا ما يصيب الفراش مما سألت عنه من مني وغيره ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (معلوم أن المني يصيب أبدان الناس وثيابهم وفرشهم بغير اختيارهم أكثر مما يلغ الهر في آنيتهم فهو طواف الفضلات بل قد يتمكن الإنسان من الاحتراز من البصاق والمخاط المصيب ثيابه ولا يقدر على الاحتراز من مني الاحتلام والجماع وهذه المشقة الظاهرة توجب طهارته ولو كان المقتضي للتنجيس قائما، ألا ترى أن الشارع خفف في النجاسة المعتادة فاجتزأ فيها بالجامد مع أن إيجاب الاستنجاء عند وجود الماء أهون من إيجاب غسل الثياب من المني لا سيما في الشتاء في حق الفقير ومن ليس له إلا ثوب واحد .. ) مجموع الفتاوى (21/ 592)

4 - (النجاسة إنما يثبت حكمها مع العلم) ويدل لهذا حديث خلع النبي (ص) نعليه في الصلاة حينما اخبره جبريل أن بها نجاسة ولم يعد الصلاة ولم يستأنفها، ولذلك لو صلى المرء وفي بدانة أو بقعته نجاسة ولم يعلم بها فصلاته صحيحة ولا يعيد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير