تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماحدود التعريض لشيخنا أبي إسحاق الحويني]

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ

ما حدود التعريض؟

التعريض لك فيه فسحة بشرطين: ألا تحلف عليه، وألا يكون ذريعة لاقتطاع حق أحد التعريض: هو أن تستخدم المعاريض في الكلام مثل التورية في البلاغة هكذا.التورية: كلمة لها معنيان معني قريب ومعني بعيد، إذا أطلقت الكلمة لا يتبادر إلي المستمع إلا المعني القريب وأنت تقصد البعيد، مثل كلمة صائم مثلًا، رجل مثلًا في بلد يأكلوا الخنزير وواحد دعاك لكي تأكل لحمة، وأنت شكيت هل هذا لحم خنزير أم لحم حلال فقلت أنا صائم , صاحب الوليمة سيظن أنك صائم بمعني الصيام الاصطلاحي، لأن الصيام عندما يطلق لا قصد به إلا المعني الاصطلاحي وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع والرفث من الفجر حتى آذان المغرب، أنت تقول له أنا صائم لن يفطرك وأنت تقصد المعني البعيد أنا صائم عن لحوم الخنزير، هذا اسمه تعريض.

لكن لو قال لك أحلف بالله العظيم أنك صائم دخلنا في المشكلة نحن قلنا عرض كما تشاء، لكن لا تحلف إذا قلت والله العظيم أنا صائم، واحد ممكن يقول أنا صائم وفي نفسه يقول عن أكلك في نفسه، نقول لا، حديث أبي هريرة في صحيح مسلم:" يَمِيْنِكَ عَلِيِّ مَا صَدَّقَكَ صَاحِبَكَ لَا عَلَيَّ مَا قَصَدْتُهُ أَنْتَ "، صاحبك عندما تحلف بالله العظيم أنك صائم الصيام الاصطلاحي فهذا التعريض ,أو أن تقتطع به حق امرؤ مسلم، أحيانًا الواحد يقول لزوجته أعطني ذهبك وصيغتك لكي أعمل مشروع ونكسب والكلام هذا، لكن لا يوجد مشروع أخذ النقود منها ولم يرجع لها النقود، هذا لا يحل مطلقًا، أنت لك فسحة في التعريض مالم تحلف، وما لم يكن هذا إلي اقتطاع حق امرؤ مسلم.

بالنسبة لإبراهيم عليه السلام لما قال أختي نعم قول إبراهيم- عليه السلام - في حديث أبي هريرة في الصحيحين:" لَمْ يُكَذِّبْ إِبْرَاهِيْمَ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ سَارَةُ قَالَ لَهَا وَأَنْتَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَعْبُدُ الْلَّهَ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ "، لأن الملك الذي دخل عليه إبراهيم - عليه السلام -كان عامل قانون أنه يغتصب أي واحدة من النساء إلا الأخت لو واحد معه أمه يأخذها، ابنته يأخذها، عمته، خالته أي واحدة إلا الأخت، لكن أنت تعلم الجماعة الظلمة هؤلاء الذين يضعوا القوانين يغير القانون في همسة إذا كان محتاج له، مثل الجبار هذا ما فعل عندما رأي سارة بارعة الجمال قال لا قانون ولا قانون أأتوا بها قالوا له: العسعس نزلت بأرضك امرأة بارعة الجمال لا تصلح إلا لك، قال: نعطل القانون لحين ما نفعل القصة هذه وبعد ذلك نرجع القانون مرة أخري، إبراهيم - عليه السلام - قال:" إِنَّكَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ يُعْبَدْ الْلَّهِ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ "، إنما حلف علي العبادة ولم يحلف علي أنها أخته، فهذا هو التعريض المقصود بالبحث الذي ذكرناه. وطبعًا المعاريض كثيرة مثل عندما لقي النبي- عليه الصلاة والسلام - وأبوبكر الصديق وهم مهاجرين فالناس كانوا يعرفون أبا بكر لأنه كان تاجرًا معروفًا، ولم يكونوا يعرفوا النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فيقولون يا أبابكر، من هذا؟ يقول: هادي يهديني، فالناس تظن هادي يهديني في الصحراء و أبو بكر الصديق يقصد الذي هو الهدي، وبريدة عندما قال نحن من ماء، كلام كثير. حتى بن القيم نقل عن الإمام احمد رواية عنه في صاحب له وهو المروزي صاحبه وأحد رواة مسائله كان عليه دين لغريب، والغريب ذهب يسأل عن المروزي و المروزي علم أنه أتي له فهرب وذهب عند الإمام أحمد قال له ما بك؟ قال فلان الفلاني يريد نقود وأنا ليس معي نقود، قال له أدخل الدار، ذهب الرجل يسأل عن المروزي، أين المروزي؟ قال ذهب عند أحمد فذهب عند أحمد فطرق الباب خرج أحمد قال له المروزي هنا، ماذا سيقول له؟ قال: فأشار الإمام إلي كفه وقال المروزي هنا، ما يفعل المروزي هنا؟ قال بن القيم وأشار إلي كفه الإمام قصد كفه وتخلص من الغريب.الرواية التي قرأتها معكوسة، علي أي حال لن تفرق من الشخص الذي قال المروزي هنا؟، لكن الذي قرأته في كتاب بن القيم- رحمه الله- أنه قال المروزي هنا؟ قال: لا ماذا يفعل المروزي هنا؟ وأشار إلي كفه، طبعًا لم يفطن السائل مطلقًا أن يقصد الإمام أحمد أن المروزي في كفه.

الْمَقْصُوْدُ بِالْمَعَارِيْضِ: أن ينجو المرء من الكذب، في بعض الأحاديث يحسنها بعض علمائنا المتأخرين،" إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"، لكن لا يعرف أن يعرض إلا واحد ولد خلاصة يكون حاضر البديهة بصفة مستمرة، إذا كان من النوع الذي يضرب اللخمة سيكذب للصبح وسيحلف علي المعاريض، لماذا؟ لأن المعاريض تحتاج كما ذكرنا إلي بديهة عالية.كما يحكي أن بعض العلماء وقت فتنة خلق القرآن وينسبونها إلي الشافعي وأنا أستبعدها جدًا أن تنسب إلي الشافعي عندما دخل علي المأمون، أنتم تعلمون فتنة خلق القرآن بدأت في أواخر عهد المأمون واستفحلت في عهد المعتصم والواثق، وكشف الله المحنة في عهد المتوكل، أرسلوا إلي هذا العالم لكي يمتحنوه في إن القرآن مخلوق أم لا؟ فجاء العالم فدخل فسكت، فقال له المأمون: ما تقول فيه أمخلوق؟ طبعًا ما تقول فيه الدنيا كلها تعلم عن ماذا يتكلم المأمون، ما تقول فيه أمخلوق؟ قال: إياي تعني؟ قال: نعم، قال مخلوق، وخرج منها لأنه أحني أذنه وانحني في الأرض، إياي تعني أي تكلمني أنا الرجل فهمها هكذا أنت تكلمني أنا قال أنا مخلوق.ومثل الشيعة وأهل السنة يتشاجروا مع بعض من أفضل علي أم أبوبكر؟ فذهبوا إلي بن الجوزي وقالوا له: من أفضل أبوبكر أم علي؟ قال: من كانت بنته تحته وسكت فالشيعة قالوا: من كانت ابنته تحته أي بنت النبي تحته يكون علي، والسنة قالوا: من كانت ابنته تحته أي عائشة تحت النبي أبوبكر، قال: من كانت ابنته تحته خرج الشيعة يقول هو يقصدنا، وخرج السنة يقولوا هو يقصدنا، فالتعريض والكلام هذا يحتاج إلي سرعة بديهة.

من الشريط السادس من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير