تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 06:33]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً

إحداهما: اعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عُجبهم، وهذا أحبُّ إلى الله من فعل كثيرٍ من الطاعات فإنَّ دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العُجب. وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخشيتُ عليكم ماهو أشدُّ من ذلك العُجب. قال الحسن: لو أنَّ ابن آدم كلما قال أصاب وكلما عمل أحسن أوشك أن يَجنِ من العُجب. قال بعضهم: ذنبٌ أفتقر به إليه أحبُّ إليَّ من طاعةٍ أدلُّ بها عليه.

أنين المذنبين أحبُّ إليه من زجل المسبِّحين لأنَّ زجل المسبِّحين ربما شابه الافتخار وأنين المذنبين يزيِّنُه الانكسار والافتقار.

في حديث: إنَّ الله لينفع العبد بالذنب يذنبه، قال الحسن: إنَّ العبد ليعمل الذنب فلا ينساه ولايزال متخوفاً منه حتى يدخل الجنة، المقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريطه أسفه، ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه، ومن زلقه في هُوَّةِ الهوى أن يُؤخذ بيده فيَنجَى إلى نجوة النجاة.

قُرَّةُ عيني لابُدَّ لي منك وإن ... أوحش بيني وبينك الزلل

قُرَّةُ عيني أنا الغريق فَخُذ ... كفَّ غريقٍ عليك يتَّكِلُ

الثانية: حصول المغفرة والعفو من الله لعبده فإنَّ الله يحبُّ أن يعفو ويغفر، ومن أسمائه الغفَّار والعفوّ والتوَّاب، فلو عَصَمَ الخلق فلمن كان العفو والمغفرة؟ قال بعض السلف: أوَّل ما خلق الله القلم كتب إني أنا التوَّاب أتوب على من تاب.

قال أبو الجلد: قال رجلٌ من العاملين لله بالطاعة: اللهم أصلحني صلاحاً لافساد عليَّ بعده. فأوحى الله إليه أنَّ عبادي المؤمنين كلهم يسألوني مثلَ ما سألت فإذا أصلحتُ عبادي كلهم فعلى من أتفضَّلُ وعلى من أعود بمغفرتي؟!

كان بعض السلف يقول: لو أعلم أحب الأعمال إلى الله لأجهدتُ نفسي فيها. فرأى في منامه قائلاً يقول له: إنَّك تريد ما لا يكون، إنَّ الله يحبُّ أن يغفر. قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يَبتَلِ بالذنب أكرم الخلق عليه.

ياربُّ أنت رجائي ... وفيك حسَّنتُ ظنِّي

ياربُّ فاغفر ذنوبي ... وعافني واعفُ عنِّي

العفوُ منك إلهي ... والذنبُ قد جاءَ منِّي

والظنُّ فيك جميلٌ ... حقِّق بحقك ظنِّي

المصدر: لطائف المعاف لابن رجب الجنبلي - رحمه الله - ص:24،23

ـ[أمل*]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 02:56]ـ

بارك الله فيك أختي الكريمة قطرة مسك، ومايحصل للعبدالمذنب من الإنابة والخضوع والرجوع إلى الله هو تحقيق عظيم للعبودية التي خلقنا من أجلها، فالعبودية هي الذل والخضوع، ولو كان المرء لايذنب لدخله العجب، نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا ويهدي قلوبنا، ويوفقنا جميعا لمايحب ويرضى

ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Jul-2007, مساء 04:43]ـ

شكر الله لكم أخي الكريم، وملأ قلوبنا بخشيته ومحبته

ـ[مستور الحال]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 01:05]ـ

ويستفاد من هذا البحث أنه بعد العزيمة على التوبة عليه أن يحسن الظن بالله مهما وقع الإنسان في معاصي ومهما أسرف على نفسه.

وأما إحسان الظن من المستمر على المعصية فهو يدخل في دائرة العاجز التي يتمنى على الله الأماني ولا يعمل.

والمؤمن يحسن الظن بربه ويسيء الظن بنفسه، فقد يكون الإنسان مستقيم الطريقة، ويغفل كثير من المندوبات، أو بعض الواجبات، ولا يشعر إما لضعفه في العمل أو لعدم محاسبته نفسه على عمله، فإذا وقع في معصية أو تفريط في واجب ولم يكن يقع في هذا سابقاً ينتبه ويعلم أنه فرّط كثيراً وإلا لم يقع في مثل هذا المنكر.

مثاله التسويف في حضور صلاة الجماعة مبكراً، مع ما يصاحبه من نسيان الفضائل، والنظر في البُنيّات الطريق العاجلة::

1 - قد يؤدي بالشخص إلى تفويت بعض الركعات،

2 - ثم يترك كثيراً من السنن لأجل ثقل قضاء فوائتها،

3 - ثم يتساهل على هذه الحاله إلى يترك فرضاً يقضيه في اليبت، ليس للنوم ولكن للتشاغل بالمفضول عن الفاضل.

فإذا وقعت هذه الطامة يعلم أنه فرّط كثيراً، ويعلم أنه إن استمر على هذه الحاله سينتكس على عقبيه، فلا بد له من تصحيح عمله والمبادرة إلى الصلاة وترك التسويف.

وبهذا يعلم الإنسان أنه نفسه أمارة بالسوء فيلومها، يحذرها، ويحسن الظن بربه الحليم الذي قدَّر عليه فعل المعاصي لا ليضله ولكن لينتبه الموفّق ويسد الخلل.

والله أعلم

ـ[قطرة مسك]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 05:41]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لكم ووفقكم إخوتي الأفاضل على هذه الدعوات الطيِّبة، وتعقيباً لما ذكره الأخ الفاضل: مستور الحال وفقه الله، أنقل لكم كلام ابن القيِّم - رحمه الله - في هذا إذ يقول:

اتكال بعض الناس على قوله صلى الله عليه وسلم حاكياً عن ربه: (أنا عند حسن ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء) يعني ماكان في ظنِّه فإني فاعله به، ولا ريب أنَّ حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإنَّ المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجودٌ في الشاهد، فإنَّ العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإنَّ المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له، كما قال الحسن البصريّ - رحمه الله -: إنَّ المؤمن أحسنَ الظنَّ بربه فأحسن العمل، وإنَّ الفاجر أساءَ الظنَّ بربه فأساء العمل.

المصدر: المجموع القيِّم من كلام ابن القيِّم، الفصل الحادي عشر (الفرق بين حسن الظن بالله والغرور)، ص:913

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير