[سلسلة (بأخلاقنا الحسنة ... ننال القرب من نبينا)]
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلم ... أيتها المسلمة:
سنعيش معكم في حلقات متعددة من سلسلة:
(بأخلاقنا الحسنة ... ننال القرب من نبينا)
وهذا ما اخبرنا به نبينا صاحب الخلق العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم) بقوله: (مِنْ أَحَبِّكُمْ إلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا رواه َالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.
وأنا اخترت هذه السلسلة لأن الله تبارك وتعالى ما عظّم نبيه (صلى الله عليه وسلم) لعلمه ولا لدعوته ولا لصلاته بل عظّمه لأخلاقه فقال تعالى: {وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [ن: 4]
فكأن الله تبارك وتعالى أراد أن يقول لنا: إذا أردتم أن تتبعوا إنسانا فلا تنظروا إلى صلاته ولا إلى مظهره ولا إلى كلامه الفصيح ... ولكن انظروا إلى أخلاقه إن رأيتموها أخلاقا حسنة فاتبعوه فانه على الطريق المستقيم، وان كانت غير ذلك فإياكم منه.
حتى صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما تحدث الله عنهم وصفهم بأنهم أصحاب أخلاق حسنة فقال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) (الفتح: 29) انظر (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) من اجل أن ينبهنا إلى أهمية الأخلاق في حياتنا.
لذلك أعداء الإسلام يحاربون المسلمين اليوم من خلال أخلاقهم، لأنهم عرفوا من خلال حفظهم وتفسيرهم لكتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن إفساد الخلق الإسلامي هي المحطة الاولى التي ينبغي أن تستهدف من اجل القضاء على المسلمين.
لذلك يقول أحد أقطاب المستعمرين (كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوها في حب المادة والشهوات)
وهذا الشاعر العظيم احمد شوقي (رحمه الله) يوم أن نظر إلى أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والى أخلاق أصحابه الكرام (رضي الله عنهم) وكيف استطاعوا بأخلاقهم أن يعيشوا أعزاء وكرماء وسعداء في بلادهم، وكيف شهد الله لهم بأنهم من أهل القرب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجنة ... ثم نظر إلى واقع المسلمين في مجتمعه وكيف أنهم ابتعدوا عن الأخلاق الحسنة، فقال مخاطبا صاحب الخلق العظيم (صلى الله عليه وسلم):
بنيت لهم من الأخلاق ركنا .... فخانوا الركن وانهدم اضطرابا
ولو حفظوا سبيلك كان نورا .... وكان من النحوس لهم حجابا
وكان جنابهم فيها مهابا .... وللأخلاق أجدر أن تهابا
فيا من تريد النصر والعزة والكرامة في الدنيا ...
ويا من تريد أن تعيش سعيدا في الدنيا والآخرة ...
ويا من تريد أن يحبك الناس في الدنيا ...
ويا من تريد أن تكسب الناس إلى دين نبيك (صلى الله عليه وسلم) ...
ويا من تريد أن يثقل ميزانك يوم الحساب ...
ويا من تريد أن تنال شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الحساب ...
ويا من تريد أن تنال القرب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجنة ...
هذا هو الطريق
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ (سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ , فَقَالَ تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ) رواه الترمذي ....
و عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ (مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ , وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ) قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ لَهُ (وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ) ... وكان يَقُولُ: ((إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاَقاً)) متفقٌ عَلَيْهِ ... و قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكْمَلُ المُؤمنينَ إيمَاناً أحسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ)) رواه الترمذي، وقال: ((
¥