تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف تنال نضرة الوجه؟]

ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 04:47]ـ

كيف تنال نضرة الوجه؟ ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/78-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D9%84-%D9%86%D8%B6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%9F.html)

ا

إن خير ما عمرت به الأوقات وصرفت فيه الأنفاس الاشتغال بالعلم الشرعي، ومدارسة الكتاب والسنة، فإن في ذلك أنس النفوس وراحة القلوب وطمأنينة البال، وبه يعرف الحق من الباطل، والحلال من الحرام، والهدى من الضلال، وبه يسير المرء إلى الله على بصيرة بخطى ثابتة وقلب مطمئن] أَفَمَن يَمْشِي مُكِباًّ عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِياًّ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [(الملك: 22).

لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لمن سمع كلامه ووعاه وبلغه كما سمعه بالنضرة، وهي البهجة ونضارة الوجه وتحسينه، ففيالترمذيوغيره من حديثابن مسعودرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، وملازمة جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" [1]

وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين صحابياً، منهم: ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وجبير بن مطعم، وأنس بن مالك، وزيد بن ثابت، والنعمان بن بشير، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، ولذا عده غير واحد من أهل العلم في جملة الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد تضمن هذا الحديث ـ كما بسط ذلك وبينه العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه (مفتاح دار السعادة) [2]ـ دعوة مباركة ميمونة خص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع حديثه ووعاه وبلغه كما سمعه، ولو لم يكن في فضل العلم وبيان شرفه إلا هذا الحديث وحده لكفى به شرفاً؛ فإن هذه الدعوة النبوية الكريمة المباركة متضمنة لجمال الظاهر والباطن ..

فإن النضرة هي البهجة والحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان، وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره والتذاذه به فتظهر هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه، ولهذا يجمع له سبحانه بين البهجة والسرور والنضرة كما في قوله تعالى:] فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً [(الإِنسان: 11)، فالنضرة في وجوههم والسرور في قلوبهم، ثم ما يتلقون من نعيم وثواب على ذلك يظهر نضارة على وجوههم، كما قال تعالى:] تَعْرِفُ فِي وَجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [(المطففين: 24) ..

ولا ريب أن هذه الدعوة المباركة لمن حمل السنة وبلغها للأمة بالنضرة والرحمة تحمل البشارة لمن وقف نفسه ووفر جهده في خدمة السنة وإبلاغها، وفي هذا حفز للهمم وإذكاء للعزائم وحمل للنفوس على الجد والمثابرة والصبر والمصابرة وبذل الوسع في تحقيق ذلك.

وقد دلال حديث علىأن للعلم الذي استحق أهله هذه البشارة أربعة مراتب:

أولها وثانيها: سماعه وعقله، فإذا سمعه ووعاه بقلبه، أي عقله واستقر في قلبه كما يستقر الشيء الذي يوعى في وعائه ولا يخرج منه، وكذلك عقله هو بمنزلة عقل البعير والدابة ونحوها حتى لا تشرد وتذهب.

والمرتبة الثالثة: تعاهده وحفظه حتى لا ينساه فيذهب.

والمرتبة الرابعة: تبليغه وبثه في الأمة ليحصل به ثمرته ومقصوده، وهو بثه في الأمة، فهو بمنزلة الكنز المدفون في الأرض الذي لا ينفق منه وهو معرض لذهابه، فإن العلم ما لم ينفق منه ويعلم فإنه يوشك أن يذهب، فإذا ذهب أنفق منه وزكا على الإنفاق.

ولما كان هذا الثواب العظيم لمن بلغ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتقر كسائر الأعمال إلى الإخلاص لله وعقد النية على النصح للمسلمين ولزوم جماعتهم عقب دعوته الميمونة المباركة لمبلغي سنته بما يدل على أهمية الإخلاص في الأعمال لله والنصح للمسلمين ولزوم جماعتهم بقوله: "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم" ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير