تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مايدل علي صفة الحلم من كتاب الله عز وجل للشيخ أبي إسحاق الحويني]

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:21]ـ

الدرس الخمسون

فلا زلنا مع حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي رواه الإمام البخاري في كتاب الرِقاق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أعذر الله إلى امرئ بلغه ستين سنه "وتكلمنا في المرة الماضية عن معنى الإعذار وعن اعذار الله للعبد.

وأن الله تبارك وتعالى لا يعذب أحداً ولا يؤاخذه إلا إذا بلغه كلام: كما قال تعالى: ?لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ? (الأنعام:19) أي لينذركم بالقرآن ومن بلغه القرآن، وكذلك قول الله سبحانه وتعالى: ? وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ? (الإسراء: 15). ورأيت أن أتكلم عن معنى العذر من خلال حديث رواه ابن مسعود وهو في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:" لا أحدٌ أغير من الله لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدٌ أحب إليه العذر من الله لذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ولا أحدٌ أحب إليه المدح من الله ولذلك أثنى على نفسه " وفي لفظ " ولذلك وعد الجنة " وتكلمنا عن معنى الغيرة وأن الغيرة: هي خلق حميد وهي حرارة القلب الذاتية مثل حرارة الجسم الغريزية وإذا فقد الجسم هذه الحرارة فإنه يموت وكذلك غيرة القلب وهي عبارة عند هيجانه في مزاحمته بما يختص به والغيرة كما قلنا في المرة الماضية منها محمود ومنها مذموم، ثم جاء بعد الغيرة ذكر العذر، وكنت وعدتكم في المرة الماضية أن نتكلم عن صفة الحلم، حلم الله سبحانه وتعالى، لأنه جل جلاله لو لم يحلم على عبده لأخذه عند أول معصية وقد قال الله سبحانه وتعالى: ? وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ? (فاطر:45) فهنا يتجلى حلم الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعجل كما يعجل أحدنا.

حيثما وجدت صفة الحلم في القرآن فاعلم أن العبد مستحق للعقوبة:، ارتكب ذنبا ولذلك حلم الله تبارك وتعالى عليه.

مايدل علي صفة الحلم من كتاب الله عز وجل: ونأخذ معنى الحلم من عدة آيات:

1 - منها مثلا قول الله تبارك وتعالى: ? قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ? (البقرة:263) فمعنى الآية أنك لو سئلت نوالاً أو سئلت عطاءً ولم يكن معك هذا العطاء فقلت قولاً معروفاً فهذا خير لك عند الله عز وجل وعند الناس من أن تقدم المعروف ثم تمن به،لأن الأيام دول، هذا الذي يمن، بشيء وهب له كما قال الله عز وجل: ? وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ? (الحديد:7) مستخلفين فيه: أي سيسأل كل إنسان عن هذا المال، من أين اكتسبه وفيما أنفقه، كما في الحديث المشهور، فهذا المال الذي وهبنا الله عز وجل إياه، وفضل بعضنا على بعض بهذا المال، لأجل أن يبتلينا فيما آتانا فهذا المال الذي فضلك الله سبحانه وتعالى به وحرم منه آخر، جعل الآخر يأتيك ليسألك نوالاً أو عطاءً، فقال الله سبحانه وتعالى: ? قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ? (البقرة:263) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره،:" يقول ابن آدم مالي، مالي، "

يتفاضل الناس في الدنيا بأشياء من أهمها المال:حتى أن كثيراً من الناس يزن غيره بالمال على قدر ما معك من المال يكون لك وزن، وهذا لعمري من الموازين المختلة عند البشر عندما يفتقر ذلك الإنسان ولا يكون عنده مواهب ذاتيه يحصل له حالة اكتئاب، ويفقد الثقة في نفسه، للذي له رمز الدنيا كما قال القائل:

الدنيا إذا أقبلت بلت ... وإذا أدبرت برت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير