تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ثلاثة حروب في أسبوع! للشيخ حامد العلي حفظه الله ورعاه]

ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:38]ـ

ثلاثة حروب في أسبوع!

الفضائيات الإسلامية _ الوثائق السرية _ حرب العملات

.

حامد بن عبدالله العلي

.

عصفت في أجواء الأسبوع المنصرم ثلاثة حروب، ولاتزال أشباحهها تحوم على المشهد، ومنها ماهو مرشح لمعارك طويلة الأمد،

.

أولاها حرب الفضائيات الإسلامية، حيث تعرضت هذه المنابر الهادية إلى موجة هجوم، استهدفتها بالإغلاق، والتهديد، وبوضع شروط تخرجها عن رسالتها لإعادة السماح لها بالبث.

.

وقد أصابت سهام هذه الحرب الظالمة بالأسى قلوب مئات الملايين من المسلمين الذين وجدوا في هذه الفضائيات الإسلامية مدرسة الإيمان، والأخلاق السامية، والعفّة، والفضيلة، والتحليل السياسي المنطلق من ثوابت الأمة الإسلامية، والثقافة الإسلامية النقيّة المترفّعة عن تدخلات السلطات الفاسدة، والزعماء العابثين بكلّ قيم الأمة.

.

ولايخفى أنَّه مهما حاول الذين شنُّوا الحرب الظالمة على القنوات الإسلامية التستُّر وراء أعذارهم الغبيَّة، فلن يستطيعوا أن يُخفوا حقيقة: أنَّ الفضائيات الإسلامية قد ألحقت هزيمة نكراء بخطاب المجون، والخنى، والميوعة، وتشتيت الهويّة، الذي تحمله فضائيات الضياع، تلك التي تملأ الأجواء العربية، ويقف وراءها أعداء الأمّة وفق مخطط تكلَّمنا على ملامحه العامّة في مقال الأسبوع الماضي (مارواء إستهداف مدّ التديُّن).

.

وقد كانت هذه الهزيمة لصالح الخطاب الإسلامي القائم على نشر القيم، وإشاعة الفضيلة، والمحافظة على الهوية، والإعتزاز بالإنتماء إلى الأمّة، وحمل رسالة الإسلام بروح المسؤولية التي تحلَّى بها السابقون، وعزيمة أجيال السموُّ في عصور التفوق الحضاري لأمتنا.

.

وإضافة إلى ذلك لقد قدمت الفضائيات الإسلامية رموز الحركة الإسلامية لعموم الأمَّة، فدخلت شخصياتهم الطيّبة كلَّ بيت، وصاروا نجوما تضيء فضاء الإعلام العربي، مُزيحةً بذلك (رموز التخنُّث) التي يُراد لها أن تكون هي القدوة _ وبئس القدوة _ للشباب، والشابات!

.

فأحدثت الفضائيات الإسلامية شرخا خطيراً في خطّة الأعداء لإفساد جيل الشباب.

.

بل نشأ جيل جديد من براعم، وشباب، وكهول الإيمان، رجالاً، ونساءً، الذين يتطلعون للدعاة، والمصلحين، والهداة المؤمنين، على أنهم النماذج التي يحبُّونها معجبين بها، ويتمنَّون أن يكونوا مستقبلهم.

.

لقد أظهرت الفضائيات الإسلامية الطبيب المتمسّك بدينه، والخبير الإقتصادي المعتزّ بإيمانه، وعالم الطبيعة التي يظهر إعجاز القرآن مستفيداً من علمه، والسياسي الذي يحمل هموم أمته الإسلامية، أظهرتهم جنبا إلى جنب مع معلم القرآن، والواعظ الموهوب، والشيخ الذي يدرس السيرة النبوية، أو يفتي السائلين في مسائل الفقه.

.

لقد نشأ وبسرعة مذهلة _ بسبب هذه الفضائيات المباركة _ جيلٌ متميِّز قرآني، يفتخر بالثقافة الإسلامية، ويجمع بين المعرفة القِيَميِّة الإيمانية، والحماس الإسلامي للتغيير، والحنين إلى ماضي حضارته المشرق.

.

ولأوّل مرة التفت الأسرة المسلمة أمام برامج تلفزيونية هادفة، نظيفة، ترتقي بالأسرة إلى آفاق التعليم النقي، وفضاء الترفيه البرىء، وميدان الثقافة الراقية.

.

وكان في ذلك فضيحة لكلِّ العهد الماضي الذي تولَّت فيه وزارات الإعلام العربية زمام الفضاء العربي، فملأته بالقاذورات، وأفسدت الذوق العام العربي، وجرفت شباب الأمّة، وشاباتها إلى أوحال الرذيلة، ومهاوي اللخانة، فأنتجت جيلا ممسوخ الهوية، مبلبل الشخصية، مشتت الهدف في الحياة.

.

فلما أزعجهم هذا التحول النوراني في أجواء أمتنا الربانية، لجأوا إلى أغبى قرار يدل على جهلهم بثقافة العصر، وقرار هو قطع البث!!

.

كما هرعوا إلى تهديد الفضائيات الإسلامية بأنه سوف تُطرد إذا لم تفسد رسالتها وتتشبَّه بهم _ أي بفضائياتهم الساقطة _ فيما يبثون من مواد العهر، والإفساد.

.

ونسي هؤلاء أنّنا في عصر ثورة الإتصالات، وأنّ الفضاء لم يعُد حكراً على نظام، ولا سلطة سياسية، وأنّ بينهم وبين أن يتحكَّموا فيه خرط القتاد.

.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير