[مجالس التذكير:ملك النبوة]
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 02:16]ـ
مجالس التّذكير: مُلك النّبوّة ( http://www.nouralhuda.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%88-%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7 %D8%A7%D8%AA/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A %D8%AF-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%B3/264-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%B0 %D9%83%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A8 %D9%88%D9%91%D8%A9.html)
نقلا عن مجلّة الشّهاب في جُزئها الثاني من المجلّد الخامس عشر , الصّادر في غُرّة صفر 1358 هجريّة الموافق ل 23 مارس 1939 للميلاد:
مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير وحديث البشير النّذير
وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين
الكتاب الكريم: مُلك النّبوّة
مجمع الحق والخير , ومظهر الجمال والقوّة
(>)
تمهيد: النّبوّة منزلة من الكمال التّام البشري يُهيّئ الله لها من يشاء من عباده فيكون بذلك مُستعدّا لتلقي الوحي والاتّصال بعالم الملائكة ولتحمّل أعباء ما يُلقى إليه وتكاليف تبليغه بالقول والعمل , وتحمّل كلّ بلاء يلقاه في سبيل ذلك التّبليغ , والمُلك ولاية على المُجتمع لحفظ نظامه , تقتضي عموم النّظر وشُمول التّصرّف في روابط النّاس ومُعاملاتهم وتصرّفاتهم , وتسييرهم في ذلك كلّه على أصول عادلة تُوصل كلّ أحد إلى حقه وتكفيه عن حق غيره , ليعيشوا في رخاء وسلام , ويبلغوا غاية ما يستطيعون من متع الحياة.
وقد يتّصف الشّخص بالنّبوّة دون الملك فيكون مُبلّغا عن الله ولا يكون له التنفيذ والإرادة والتّنظيم، وقد يتّصف الشّخص بالمُلك دون النّبوّة , وقد وُجد الشّخصان في شمويل وطالوت فكان الأوّل نبيّا وكان الثاني ملكا كما قال تعالى: (>) وقد يجمع بينهما مثل داود وسُليمان عليه السّلام , ثمّ إنّ المُلك قد تكون الأصول التي يستند إليها مُستمدّة من أوضاع البشر لحفظ مصالحهم في الحياة الدّنيا فيكون ملكا بشريا , وقد تكون تلك الأصول مُستمدّة من وحي الله بما فيه حفظ مصالح العباد في الدّنيا وتحصيل سعادتهم فيها وفي الأخرى فيكون مُلك نُبوّة.
ومن طبيعة مُلك النّبوّة التزام الحق ونُصرته حيثما كان , بإقامة ميزان العدل في القوم والحكم والشّهادة بين النّاس أجمعين المُعادين والموالين كما قال تعالى: (>) وبالوفاء بالعقود والعهود بين الأفراد والجماعات كما قال تعالى: (>) وبغير هذا من وُجوه التزام الحق ونُصرته.
ومن طبيعة بثّ الخير بين النّاس بنشر الهداية والإحسان دون تمييز بين الأجناس والألوان كما قال تعالى: (>) , ومن طبيعة الدّعوة إلى القوّة والتّنويه بها وبناء الحياة عليها لكن في نطاق العدل والرّحمة ولدفاع المُعتدين كما قال تعالى: (