تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اعترافات قديم ...]

ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 04:40]ـ

اعترافات قديم ـ ـ بقلم الأستاذ الزاهري العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

>.

كنّا جماعة من النّاس يوفى عددها على العشرين , وكنت أنا أتحدث إليهم عن رجل كنت عرفته منذ ثلاث عشرة سنة في بلدة. . . . من بلاد. . . . كان طرقيا متعصبا ثم تاب وأصلح ولم يعد يؤمن بخرافة ولا طريق وكانت بيني وبينه معرفة وصحبة. وهو حينما كان طرقيا كان لا يفرح بانتشار الإسلام كما يفرح بانتشار الطريقة التي ينتسب إليها , فإذا سمع برجل دخل دين الله سأل عنه هل اعتنق > أم لا فإذا لم يعتنقها تثاقل وتصامم , وإذا سمع أن مسلما اعتنق الطريقة التي يعتنقها هو اهتز طربا , وكاد يطير من شدة الفرح والسرور , وإذا نزل بالإسلام أي مكروه تصامم صاحبنا كأنّ الأمر لا يعنيه ولا يعني دينه , أمّا إذا أصابت > مصيبة ما , اغتمّ لها واهتم.

وقلت لهم إن هذا الرجل كان مضى ذات يوم إلى بلدة. . . لبعض شأنه ــ وهو لا يزال يومئذ طرقيا ــ فاجتمع عند > بطالب من طلبة العلم وكان > لا ينتسب إلى الطريقة التي ينتسب إليها صاحبنا , بل كان رجلا مصلحا لا تشوب عقيدته شائبة من شوائب الشرك والضلال وظنّ الرجل بالطالب سوء الظنّ فكرهه واجتواه واحتقره وازدراه , لا لشيء سوى أنّه (فيما ظنّ) يخالفه في الطريق وليس > ولمّا رجع إلى بلده جعل ينتقد الطالب وينكر عليه ويقول عنه أنّه ليس من أصحاب > وأنّ نصيبه في العلم تافه قليل وأنّه > وكنت أنا أنهاه عن هذا الغلو في الإنكار فلم يكن يحفل بما أقول , وما هي إلا أن مضى علينا شهر واحد حتى كان عيد الأضحى , فزار صاحبنا > التي ينتسب إليها بمناسبة هذا العيد فيمن زارها من الأتباع والمريدين , فلقي فيها ذلك (الطالب) بعينه وقد صار أستاذا يعلم أبناء الزاوية ويلقي فيها على الناس بعض الدروس فرجع الرجل يمدح هذا الطالب ويطربه ويبالغ في المدح والإطراء وقال لي: لقد حضرت أنا نفسي على هذا (الشيخ) درسا في التوحيد يلقيه على (أسيادنا) فظننت أن الإمام الأشعري هو الذي يلقي هذا الدرس علينا , فقلت لقد أصبح الطالب في نظرك شيخا نظير الإمام الأشعري ولكن في أي مسألة من مسائل التوحيد كان درس هذا الشيخ؟ قال كان في مسألة (كرامات الأولياء) وقد ذكر من كرامات شيخنا أكثر من مائة وخمسين كرامة , فقلت له: يا فلان هل نسيت ما كنت تقوله يوم لقيت هذا الطالب في. . . من أنه قليل العلم مدمن على التدخين فقال: أمّا ما قلته عنه من قلة العلم فقد كنت مخطئا فيه , واليوم تبين لي أنه غزير العلم وحسبك أنه أستاذ لأسيادنا وأمّا أنه مدمن على شرب الدخان فهذا أمر لا بأس به , لأن أسيادنا هم أنفسهم يدخنون ويدمنون على التدخين ويدمنون على ما هو أكثر من الدخان أيضا من غير أن يقدح ذلك في مروءتهم أو في دينهم , فقلت: إن المدمنين على هذه الآفات هم ممن لا مروءة لهم ولا دين , قال لا يقول كلامك هذا إلا من كان > قلت: ويحك , فهل تعتقد أن تعاطي هذه الآفات هو أمر مباح؟ قال: لا , ولكني أعتقد أن الإنكار على > لا يجوز مهما ارتكبوا من الكبائر والموبقات , قلت: وهل > هم فوق الشرع الشريف حتى لا تنالهم أحكامه؟ قال دعنا من هذا الكلام.وذكرت لهم أن هذا الرجل قد تاب وأصلح , وأصبح لا يؤمن بسيادة هؤلاء بل يسمي محسنهم محسنا ومسيئهم مسيئا وأصبح لا يشرك بالله شيئا لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا وليا صالحا وقد لقيته أخيرا فإذا هو من المصلحين وقد حدّثني عن نفسه كثيرا , وكان إذا ذكر الأيام التي كان فيها طرقيا وصفها بأنّها أيّام (جاهلية) فيقول عن نفسه: كنت في (جاهليتي) أعتقد كذا وكذا. . وأفعل كذا وكذا. .).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير