تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قيم وأخلاق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.]

ـ[أبو أسامة الكلحي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 10:00]ـ

محمد رسول الله (ص)

والقيم والأخلاق والفضائل

د. أحمد بن عثمان المزيد

أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المشارك

بجامعة الملك سعود

مدخل

تنبعُ قيمةُ الإنسانِ في رؤيةِ رسولِ اللهِ محمدٍ (ص) من القيمِ والمثلِ التي يتمسكُ بها، ومن الفضائلِ التي تنبعُ من داخلِهِ فتغدو سلوكًا وواقعًا ملموسًا، ولهذا جاءَ خطابُهُ: «إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صورِكم ولا أموالِكم ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم» ([1] ( http://majles.alukah.net/#_edn1)).

ومن يتأملُ أقوالَ الرسولِ (ص) يدركُ أنها ترمي إلى غرضٍ واحدٍ، هو طهارةُ النفسِ، وكمالِها الإنسانيِّ، يؤكدُ هذا حديثُهُ الكريمُ: «إنما بعثتُ لأتممَ صالحَ الأخلاقِ» ([2] ( http://majles.alukah.net/#_edn2)).

والإنسانُ وإنْ كانَ في حاجةٍ إلى العلومِ فهو إلى القيمِ والأخلاقِ والفضائلِ أحوجُ، ذلك أنَّ ما يصيبُ المجتمعاتِ من ظلمٍ وقهرٍ إنما يُعزَى في الحقيقةِ إلى نقصٍ في الأخلاقِ لا إلى نقصٍ في العلمِ.

ومن ثمَّ كانتِ الأخلاقُ الحسنةُ هي عنوانُ دعوةِ رسولِ اللهِ محمدٍ (ص) فدعا إلى العدلِ بكلِّ معانيهِ والعدلِ مع كلِّ أحدٍ، ودعا إلى الرحمةِ حتى مع الحيوانِ، والحلمِ، والأمانةِ، والشجاعةِ، والتواضعِ، والوفاءِ، والأمنِ، وحسنِ الحديثِ، كما امتدتْ رؤيتُهُ الخلقيةُ إلى قضيةِ التوازنِ والوسطيةِ فكرًا وسلوكًا.

دعا أيضًا إلى حسنِ إدارةِ الوقتِ، وتحملِّ المسئوليةِ، وكانت دعوتُهُ الدءوبةِ للجدِّ والعملِ والكسبِ الحلالِ الطيبِ، وتولي الإنسانِ مسئوليةِ رقابةِ نفسهِ (الضمير).

كما كان توجههُ نحو الفرد بِأنْ يحافظَ على نفسِهِ ويعتنيَ بمظهرِهِ ويحرصَ على سلامةِ صحتِهِ من خلال النظافةِ والتداوي أنَّى وجدَ إلى ذلك سبيلًا.

دعا رسولُ اللهِ (ص) إلى إقامةِ مجتمعٍ مبنيٍّ على احترامِ النفسِ البشريةِ، وحسنِ الأخلاقِ، يسودُهُ الحبُّ والودُّ، يعززُ ذلك أعمالٌ تطوعيةٌ متعديةُ النفعِ.

كما أرسى مبادئَ عمليةً مثلَ الشورى، وشرعيةِ دفعِ الظلمِ إنْ وقعَ، مع ذلك وضعَ آدابًا للحربِ والقتالِ ما أحوجَ البشرَ إليها الآنَ.

كانت له رؤيةٌ نحوَ السعادةِ، والتفاؤلِ، وروحِ الدُّعابةِ، يهديها لكلِّ من يملأُ القلقُ قلبَهُ، ويفتتُ الحزنُ فؤادَهُ.

فما أحوجَ البشريةَ اليومَ على اختلافِ أديانِهم وأجناسِهم ليعيشوا هذه الحقوقَ في عالمِ الواقعِ ليسعدوا، والآنَ ننطلقُ نحو تفصيلٍ لهذا المدخلِ.

* * *

2 - العدل

من القيمِ الإنسانيةِ التي يسعدُ بها البشرُ جميعًا قيمةُ العدلِ وقد بيَّنَ اللهُ لنبيهِ غ أنه يحبُّ العدلَ ويأمرُ به كما قالَ تعالى: ?چ چ چ ?? [النحل:90]، بل أمر بالعدلِ حتى مع العدوِّ المخالفِ، وحذّرَ من أنْ تكونَ العداوةُ سببًا في ظلمِ الآخرينَ والتعدي على حقوقِهم، فقالَ تعالى: ?? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? [المائدة:8].

وقالَ النبيُّ (ص) مبينًا وجوبَ العدلِ مع الجميعِ: «إنما أهلكَ من كانَ قبلكم أنهم كانوا إذا سرقَ فيهم الشريفُ تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ، وإني والذي نفسي بيدِهِ، لوْ أنَّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها» ([10] ( http://majles.alukah.net/#_edn10)).

وقالَ (ص): «إنَّ المقسطينَ عندِ اللهِ على منابرَ من نورٍ، الذين يعْدِلون في حُكْمِهم وأهليهم وما وُلُّوا» ([11] ( http://majles.alukah.net/#_edn11)).

وقالَ (ص): «إنَّ اللهَ لا يُقدّس أمةً لا يأخذْ الضعيفَ حقَّه من القويِّ، وهو غير متعتعٍ (* ( http://majles.alukah.net/#_ftn1))»([12] (http://majles.alukah.net/#_edn12)).

* * *

3- الرحمة

إنَّ من أجمعِ القيمِ الإنسانيةِ قيمةَ الرحمةِ، لأنَّ الرحمةَ لها آثارٌ عظيمةٌ من العفوِ والجودِ والتعاونِ مع الآخرين ومدِّ يدِ العونِ وإغاثةِ الملهوفِ وغيرِ ذلك ومن هنا كان من أخصّ صفاتِ النبيِّ غ صفةُ الرحمةِ، لأنَّ اللهَ ? أرسله لرحمةِ البشريةِ فقالَ سبحانه: ?ک ک گ گ گ? [الأنبياء:107].

وقالَ تعالى في شأنِهِ (ص): ?پ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹٹ ٹ ? ? ? ? ? ?? [آلعمران:159].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير