تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرد على الشيخ قيس المبارك،، بقلم د. عبدالله بن سليمان المهنا]

ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 04:17]ـ

نص المقال الشيخ عبدالله المهنا:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،،، أما بعد:

فقد اطلعت في جريدة عكاظ الصادرة يوم الخميس 17/ 1/1432 هـ على كلام لفضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل مبارك عضو هيئة كبار العلماء، سهّل فيه لمسألة حضور المسلم لأعياد الكفار، وقال إنها من مسائل الفقه التي يسع فيها الخلاف ... إلى آخر كلامه.

ولي مع فضيلة الشيخ في هذه المسألة عدة وقفات:

الأولى:

نقل ابن القيم رحمه الله اتفاق العلماء على تحريم حضور أعياد المشركين فقال: " وكما أنه لا يجوز لهم إظهاره [أي العيد] فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله ". [1]

الثانية:

ليعلم فضيلة الشيخ والقراء الكرام أن أعياد الكفار قائمة على الشرك بالله تعالى، فعلى سبيل المثال عيد الميلاد عند النصارى قائم على ذكرى ميلاد عيسى عليه السلام، ومعلوم دعوى النصارى في عيسى وأنه ابن الله تعالى الله عن قولهم وإفكهم، وهذا الاعتقاد اعتقاد شنيع غارت من أجله الجمادات على توحيد الله فكادت أن تميد وتنهد، أفلا يغار المسلم لربه أكثر من غيرة الجمادات!!،وكيف يرخَّص للمسلم في حضور محفل قائم على سب الله تعالى والكفر به!! قال الله تعالى مبيناً شناعة هذا المعتقد (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا ... الآية) سور مريم آية 88 - 95. قال محمد بن كعب: " لقد كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة لقوله تعالى (تكاد السموات يتفطرن منه .... الآيات) " [2]

الثالثة:

لم يذكر فضيلته العلماء الذين أباحوا حضور أعياد المشركين حتى نتمكن من مراجعة كلامهم في مظانه، ونرى منزعهم في الترخيص في ذلك، وهل هم ممن خلافه معتبر أم لا، فإن الشيخ وفقه الله يعلم أن ليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر، وبتتبعي الكثير في المسألة لم أجد من قال بجواز حضور أعياد الكفار، والشيخ أورد الكلام مجملاً، فحبذا أن يكون كلامه في هذه المسألة المهمة أكثر تفصيلاً وإيضاحاً حتى لا يقع الناس في حرج من كلامه.

الرابعة:

أن الأعياد من جملة الشرائع والمناسك لكل أمة، كما قال تعالى (ولكل أمة جعلنا منسكاً) قال ابن عباس رضي الله عنهما: عيدا [3].

فمشاركتهم في عيدهم هو في الحقيقة مشاركة لهم في شعيرة من شعائر دينهم كالصلاة والذبح والقبلة ونحو ذلك، فهل يقول أحد بجواز مشاركتهم في صلاتهم!! فإذا كانت مشاركتهم في صلاتهم ممنوعة فكذلك في العيد لأن الكل من شريعتهم.

الخامسة:

قول الشيخ – وفقه الله -: أنه لاخلاف في أن إقرار أعياد المسلمين [هكذا ورد في موقع الجريدة وهو خطأ بلاشك والصواب غير المسلمين] والرضى بها من أعظم المحرمات ... وهذا من الشيخ - أثابه الله - حق لا مرية فيه، لكن ألا يرى الشيخ أن حضور أعياد المشركين ومشاهدة مظاهر الشرك بالله والاستماع إلى سب الله تعالى بنسبة الصاحبة والولد له، والاستمتاع بما فيها من لهو محرم، وإدخال السرور على الكفار بحضور المسلم معهم، ولابد من تهنئته لهم بعيدهم ... إلى غير ذلكم من مظاهر المشاركة .. ألا يرى الشيخ أن ذلك نوع من الرضى الضمني بتلك المحرمات العظيمة!!

ومن المعلوم أن الله تعالى قال (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) سورة الأنعام آية 68، وقوله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم ... الآية) سورة النساء آية: 140، وقد قعّد العلماء على هذه الآية أن الراضي كالفاعل، فما حال المسلم الذي يحضر أعياد المشركين ولا ينكرها؟ ألا يكون راضياً بما فيها، لأن من لازم الإنكار القلبي الذي هو أدنى درجات المنكر وليس بعده من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير