[هل يفضح الله عز وجل عاصيا بأول مرة أم بعد التكرار]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2007, مساء 05:49]ـ
قال صاحب الاداب الشرعية
هل يفضح الله عز وجل عاصيا بأول مرة أم بعد التكرار؟
فيه قولان للعلماء:
والثاني مروي عن عمر وغيره من الصحابة , واختار ابن عقيل في الفنون الأول
, واعترض على من قال بالثاني: ترى آدم هل كان عصى قبل أكل الشجرة بماذا؟ فسكت.
اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 07:25]ـ
ثم تاملت المسالة فوجدت ان ماقاله الصحابة كعمر رضي الله عنه وغيره
اقوى مماقاله ابن عقيل رحمه الله للحديث الاتي
عن صفوان بن محرز المازني قال: (بينما أنا أمشي مع بن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض رجل فقال كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين). والشاهد من الحديث قوله تعالى ((قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم))
رواه البخاري
فماتعليق الاخوة الكرام
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 09:52]ـ
الحمد لله:
يبدو - والله أعلم - أن هذا الأمر ليس له قاعدة ثابتة مطردة لا تتخلف
بل يتوقف هذا على حال المذنب العاصي فالمتجاوزون للحدود المصرون على الإثم لا يبعد أن يفضحهم الله ولا يستر عيوبهم
لما قام في قلوبهم من الاستهانة بمراقبته سبحانه، وجرأتهم على عصيانه بلا تهيب لعظمة الرب سبحانه
بخلاف المؤمن يزل الزلة ويذنب الذنب لغفلة أو شهوة عابرة بحكم الضعف الجبلي ثم هو يظل يوبخ نفسه ويلومها ويتوب ويستغفر فيغفر الله له ويستر الله عليه وهكذا كلما أذنب استغفر وكلما غفل تذكر فهذا الذي يسبل الله ستره عليه
ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بعدم فضيحته ويستمريء الوقوع في الذنب، ويستسهل المعاودة المرة بعد المرة فها هنا لا يكون ذلك ستر الله عليه نعمة منه سبحانه بل يكون استدراجاً وعقوبة له فليحذر المؤمن ولا يأمن مكر الله جل جلاله
أسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك.يا اخ عاطف. وبارك الله فيك .. واثابك على التعليق المفيد
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[03 - Oct-2007, مساء 11:55]ـ
قوله: (فسكت) يبدو أن ضبطها بتشديد الكاف وفتح السين المهملة قبلها ثم إسكان المثناة الفوقية بعدها: فسَكَّتْ.
وكأن ابن مفلح يميل إلى ما قرره ابن عقيل رحمهما الله.
والتفصيل الذي ذكره الشيخ عاطف لا يعارض ما قرره ابن عقيل فالظاهر أن ابن عقيل يقرر جواز الفضيحة لا وجوبها رداً على من منع.
ولعل في ما استدل به ابن عقيل رحمه الله تأمل.
فهل يقال إن الله فضح آدم بنحو قوله سبحانه: (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)؟
أضرب مثلاً للتقريب لو أخطأ في حقك إنسان ثم أحسن إليك إحساناً عظيماً اقتضى رفعة منزلته عندك، فقلت أخطأ في حقي فلان ثم فعل كيت وكيت فجزاه الله خيراً، هل مثل هذا يسمى فضيحة؟
إطلاق الجواب بنعم فيه تأمل.
والله تعالى قد غفر لآدم ذنبه هذا وتاب عليه، والمغفرة تتضمن التجاوز والستر فصح أن الله ستره فكيف يقال فضحه؟
لكن تبقى المسألة ليس فيها دليل بين فإن ثبت قول ابن عمر رضي الله فربما كان حجة للقول بستر الله عبده أول مرة ويشهد له ما جاء من أن الله حيي ستير وما في معناه، وما صح من قوله صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلاّ المجاهرين، قال: قد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.
فالله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 12:08]ـ
اخي الكريم حارث الهمام شكرا على التعقيب
وقدقلت تبقى المسألة ليس فيها دليل بين فإن ثبت قول ابن عمر رضي الله
فربما كان حجة للقول بستر الله عبده أول مرة
اقول هوحديث مرفوع في صحيح البخاري وليس موقوف على ابن عمر
ومثلماتفضلت ينازع ابن عقيل فيماذكره من قصة ادم عليه السلام الاان يكون مراده عندما انكشفت سوءاتهما
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 03:16]ـ
الحديث الذي ذكرتَه -بورك فيك- غير ما أشار إليه ابن مفلح من قول ابن عمر الذي أتحدث عنه.
أما الحديث فليس فيه حجة على أن العاصي أول مرة يستر، ولا أن من عصى أكثر من مرة لا يستر، فلا حجة فيه على ابن عقيل، إذا تقرر أن قوله جواز الفضيحة أول مرة لا وجوبها، وأنت تعلم أن عصاة الموحدين تحت المشيئة فقد يعذب الله من شاء منهم بعدله، فتبين بذلك أن الحديث ليس بعام وقصاراه أن من المؤمنين من يسترهم الله في الدنيا والآخرة سواء تكرر الذنب أو وقع مرة نسأل الله الرحمة والمغفرة، فليس هو نصاً في الموضوع فيما يظهر.
¥