تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التواطؤ في الرؤيا]

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[03 - Oct-2007, صباحاً 08:26]ـ

التواطؤ على الرؤيا

قَدْ يتواطأَ قومٌ على رؤيا رأوها جميعاً، و يتفقونَ فيها إمَّا على تمامها و إما على أغلبها، سواءً علموا بذلك أم لم يعلموا، و لقد اعتبرَ أهل التعبيرِ ذلك مُستندين في ذلك لقصةِ تواطؤ رؤيا الصحابةِ ليلةَ القدرِ في السبع الأواخر، و فيها يقول لهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت على في السبع الأواخر فمن كان منكم متحريها فيلتحرها في السبع الأواخر " البخاري (2015).

فالنبيُّ صلى الله عليه و سلمَ اعتبر تواطؤ رؤيا المؤمنين فهم لا يكذبون في روايتهم ولا في رؤياهم إذا تواطأت [انظر: " الروح " (ص: 139) وَ (ص: 9)]، فتوافُقُ الجماعةِ على رؤيا واحدةٍ دالٌّ على كونها صِدقاً و صحيحةً، كما اعتُبِرَ ذلك في الروايةِ و تواتُرِها [" الفتح (12/ 397)].

و اشتُرِطَ في اعتبارِها ألا تُخالفَ القواعدَ الشرعية. [" الفتح " (4/ 302)]

و هل يَلْزَمُ مِن اتفاقِهم في الرؤيا صدقها؟

حيثُ قُوْرِنَتْ الرؤيا المُتواطأ عليها بالروايةِ المتواطيءِ عليها يُصارُ إلى ما قِيْلَ في بحثِ أهل المُصطلَحِ في لُزومِ صِدْقَ الروايةِ حيثُ اتفاقُ المتواطئين عليها، و أهل الفنِّ _ أي: فنَّ المُصطلح _ ذكروا في شرطِ الاتفاقِ في المتواترِ فَرْقاً بين شيئين هُما باعثانِ للاتفاق [" ظفر الأماني" (ص: 36)]:

أولهما: التواطؤُ، و هو أن يتَّفِقَ قومٌ على اختراعِ شيءٍ مُعَيَّنٍ بَعْدَ المُشاورَةِ و التقرير، بأن لا يقولَ أحدٌ خلافَ الآخر، و هذا لا يكونُ صِدقاً في الرؤيا أنها متواطئةٌ دونَ قصدٍ، و هذا اتفاقٌ على الكذبِ، و هو ملمحٌ لطيفٌ.

ثانيهما: التوافُقُ، و هو حصولُ ذلك مِن غيرِ مُشاورَةٍ بينهم و لا اتفاق، و هذا مما اتفقَ عليه أهل المصطلح، و هو الذي يُرادُ بِهِ في هذا المطلَبِ، فلْيُتَنَبَّه فإنه مُهمٌ.

فبانَ من هذا أنَّ الرؤيا إذا كانت قد رآها جماعةٌ فهيَ مُحتملَةٌ أن تكون اتفاقاً على اختراعها و اختلاقها، و إما أن تكونَ توافقاً كلٌّ رآها دون معرفةِ الآخر، فالأولُ مرفوضٌ و هو كذبٌ، و الثاني هو مبحثُ أهل التعبيرِ فيه.

و لا يُسْتَدَلُّ بحديثِ تواطؤِ رؤيا الصحابة في إثباتِ كلِّ ما تُوُوْطِيءَ عليه، و خاصةَ في الأحكام الشرعية، فالعِبْرَةُ بِصِدْقِهم، و كونِ رؤياهم موافقةً للقواعد الشرعية،و لا يكون بها الاحتجاج إلا استئناساً. [" الروح " (ص: 9)]

ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Oct-2007, صباحاً 06:44]ـ

أحسن الله إليكم ,, وبارك الله في جهودكم ,,

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير